قصة الغاز المصري
كشفت أزمة انقطاع الكهرباء الكبيرة في صيف عام 2023 عن أثر لأزمات أخري كبيرة كنتيجة حتمية لفشل النظام العسكري في إدارة البلاد في مصر ,
ومن أبرزها أزمة إدارة ملف الغاز الطبيعي والتي غابت عنها الشفافية بالمرة , وأصبحت مصر من دولة مصدرة للغاز وأكبر منتجيه ,
وكذلك من أكبر الإحتياطات في الغاز بالعالم , إلي دولة مستوردة لكميات كبيرة منه لسد العجز الكبير في الإستهلاك.
إذا أين الحقيقة في هذه القضية؟
ومادور الصهاينة في هذا الملف؟
وما صحة الأرقام التي تعلنها الحكومة؟
ما قصة الغاز المصري والذي ضيعه العسكر كما ضيعوا مقدرات المحروسة جميعا؟
بداية استكشاف الغاز
في عام 1967، انطلقت رحلة استكشاف الغاز الطبيعي في مصر عندما اكتشفت شركة بلاعيم للبترول أول حقل بري للغاز في منطقة أبوماضي في دلتا النيل،
كان هذا الاكتشاف هو البداية للاستكشافات الكبرى في مجال الغاز الطبيعي في مصر.
لم تكتف مصر بذلك الاكتشاف الأول، بل توالت الاكتشافات الكبرى، حيث تم في عام 1969 اكتشاف حقل أبوقير البحري في البحر المتوسط،
أيضا وهو أول حقل بحري للغاز الطبيعي في مصر، ثم في عام 1971 تم اكتشاف حقل أبوالغراديق في الصحراء الغربية
يتوزع إنتاج الغاز الطبيعي في مصر على عدة مناطق، حيث تأتي منطقة البحر المتوسط في المقدمة بنسبة 62% من الإنتاج الوطني،
كذلك تليها دلتا النيل بنسبة 19%، وتأتي الصحراء الغربية في المرتبة الثالثة بنسبة 18%.
هذا الإنتاج يتم عبر عدة شركات مصرية وأجنبية مثل شركة بتروبل، وشركة إيني الإيطالية، وشركة أباتشي الأمريكية، وشركة بي بي الإنجليزية، وشركة شل الهولندية.
قصة الغاز المصري
زيادة في الإنتاج
وحقق قطاع البترول زيادة غير مسبوقة في الإنتاج خلال الخمس سنوات الماضية،
كذلك ارتفع المتوسط اليومي للإنتاج من حوالي 4 مليار قدم مكعب يوميًا في عام 2015 إلى حوالي 7.1 مليار قدم مكعب يوميًا، وتم تحقيق الاكتفاء الذاتي في سبتمبر 2018،
أيضا ثم ارتفاع مرة أخرى مع دخول بعض الحقول والآبار البحرية على خريطة الإنتاج ليصل أكثر من 7.3 مليار قدم مكعب غاز يوميًا.
يقول خالد فؤاد الباحث السياسي والمتخصص في شؤون الطاقة وقضايا الشرق الأوسط إن التعاون المصري الإسرائيلي في مجال الطاقة
أيضا قديم ويعود لصفقة تصدير الغاز المصري في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك في 2005،
مؤكداً أن التعاون الحالي يخدم المصالح الإسرائيلية بدرجة كبيرة ولا يخدم مصر على المدى البعيد
ومصر منذ مارس/آذار وحتى أكتوبر/تشرين الأول الماضي لم تصدر للخارج سوى شحنتين فقط في يوليو/تموز وأكتوبر/تشرين الأول الماضيين،
أيضا وبالتالي تدفقت معظم كميات الغاز الإسرائيلي (المخصصة للتصدير العام الماضي) للسوق المحلي,
مما يعني خسائر اقتصادية لمصر -بحسب المتحدث- في ظل حقيقة أن اكتشاف حقل “ظهر” حقق لمصر الاكتفاء الذاتي
كذلك وأصبح لديها فائض يمكن تصديره عن طريق محطات التسييل في “إدكو ودمياط” شمالاً.