علماء السلطة والتطبيع مسلسل مستمر
علماء السلطة والتطبيع مسلسل مستمر .. لماذا تكرم منظمة صهيونية أمريكية أحد الدعاة المقربين من الإمارات؟
على ذمة موقع (Middle East Eye) البريطاني، فإن “اللجنة اليهودية الأمريكية ” AJC “، وهي معروفة بأنها منظمة صهيونية بامتياز، أقامت حفلاً مميزاً بمدينة نيويورك، في العشرين من هذا الشهر، مَنحت خلاله “جائزةَ الكرامة الإنسانية” إلى (شيخ) موريتاني اسمه عبد الله بن بيّه. يا للعجب منظمة صهيونية كارهة للعرب والإسلام تمنح مسلماً جائزة. والمصيبة انها تحمل اسم “الكرامة الإنسانية”.
لست أدري عن أي إنسانية تتحدث هذه المنظمة، وهي الصهيونية نفسها التي داست على كل قواعد الانسانية باحتلالها لفلسطين عام 1948؟ ولا أدري عن أي إنسانية تتبجح هذه المنظمة والصهيونية نفسها هي التي قتلت وشردت وهجرت عشرت الآلاف من الفلسطينيين؟
تعالوا نتفحص خلفية منح جائزة الكرامة هذه لشخص أقل ما يقال فيه “عديم الكرامة”. ماذا فعل هذا الشخص الموريتاني الذي يرأس منتدى أبو ظبي للسلام،
أيضا ومجلس الشريعة الإسلامية في دولة الإمارات، حتى ينال رضى منظمة صهيونية عالمية؟
ذلك الموريتاني بن بيّه عالم في الفقه الإسلامي، وهو صاخب مبادرة “تحالف الفضيلة” الذي ينص ميثاقه على “التحالف بين الناس من جميع الأديان”
علماً بأن هذا التحالف يذكر على موقعه الإلكتروني،
كما أنه يشجع التطبيع بين إسرائيل والدول العربية، وأنه بدأ بتجمع متعدد الأديان مع قادة المجتمعات الدينية الإبراهيمية بدعوة من بن بيّه.
إذا ماذا فعلت “اللجنة اليهودية الأمريكية”؟ بمناسبة التكريم قد قامت بترجمة ميثاق تحالف الفضيلة الجديد إلى العبرية،
كما ووزّعته على آلاف الحاخامات وغيرهم من قادة الجالية اليهودية في إسرائيل وحول العالم”.
علماء السلطة والتطبيع مسلسل مستمر
اسمعوا ما يقوله بن بية عن الاحتلال الإسرائيلي للأرض الفلسطينية منذ 75 عاماً: انه “نزاعات تاريخية وما يحدث بين اليهود والعرب في فلسطين وإسرائيل يرجع لمشكلة عمرها 2000 سنة”.
نحن نعترف بأن عبد الله بن بيّه عالم في الدين الإسلامي، ولكن يجب عليه هو أن يعترف بأن ما يقوم به سياسياً
كما ان قبوله لجائزة من منظمة صهيونية مثل اللجنة اليهودية الأمريكية هو امر لا يدعو للفخر مطلقاً،
ذلك خصوصا مع معرفته التامة بجريمة قبول الجائزة ولا سيما في ظل الفظائع التي ارتكبتها إسرائيل وما زالت ترتكبها.
فصل بن بيّة بين السياسي والديني. وهذا أمر يتناقض مع الإسلام. ومن الأفكار الدخيلة على الامة الاسلامية
تلك الفكرة: فصل الدين عن الدولة، فالإسلام، كما تعلمنا، دين ودولة، عقيدة وشريعة، فهو منهج متكامل للحياة من حيث التصور ومن حيث التصرف،
ذلك يضبط العلاقة بين الناس على اختلاف توجهاتهم كما يضبط العلاقة بينهم وبين ربهم.
إذاً، نحن أمام مثلث سياسي ديني متوازي الأضلاع في سلوك بن بية: ترويجه للتطبيع بين الدول العربية وإسرائيل،
ذلك لتبنيه لفصل الدين عن الدولة وترويجه للديانة الابراهيمية. وهنا أذكّر القادم من موريتانيا بن بيّة،
كذلك بأن شيخ الأزهر أحمد الطيب، قالها صراحة: إن ما تسمى بـ “الابراهيمية” أو “الدين الإبراهيمي” هي دعوة إلى مصادرة حرية الاعتقاد وحرية الإيمان، وحرية الاختيار.
وأخيراً…
ولأجل كل هذا، منحت المنظمة الصهيونية الامريكية بن بية جائزة (عدم) الكرامة الإنسانية
بعد فضيحة بوب مينينديز .. عضو بارز بمجلس النواب الأمريكي يطالب بتعليق المساعدات العسكرية لمصر