أوروبا تفشل في استيعاب اللاجئين
لم تتوصل دول الاتحاد الأوروبي المجتمعة في بروكسل إلى اتفاق بالإجماع على توزيع 120 ألف لاجئ إضافي، كما طلبت المفوضية الأوروبية الأسبوع الماضي، بهدف مواجهة أسوء أزمة مهاجرين تشهدها أوروبا منذ 1945.
وصادق المجتمعون كما كان متوقعا ..على قرار تقاسم استقبال نحو أربعين ألف لاجئ خلال عامين،.. انسجاما مع الاتفاق الذي توصلوا إليه ،.. رغم أنهم لم يحددوا حتى الآن وجهة نحو 32 ألف شخص داخل الاتحاد الأوروبي.
لكنهم فشلوا في التوافق على اقتراح جديد للمفوضية الأوروبية.. التي طلبت منهم إعادة توزيع” 120 ألف لاجئ ..إضافيين موجودين حاليا في إيطاليا واليونان والمجر مع حصص ملزمة.
أوروبا تفشل في استيعاب اللاجئين
وفي مستوى ما أحرز من تقدم في الاجتماع،.. وافقت إيطاليا واليونان على أن تقيما عند حدودهما الخارجية ..مراكز استقبال مكلفة تسجيل المهاجرين لدى وصولهم إلى أوروبا،.. والتمييز بينهم كطالبي لجوء أو كمهاجرين غير شرعيين.
وأعربت منظمة العفو الدولية عن الأسف ..ل “فشل ممثلي الاتحاد الأوروبي مجددا في (..) الاستجابة للأزمة” ..معتبرة أنه يتعين “إعادة النظر بشكل كامل في التعامل مع اللجوء في الاتحاد الأوروبي، وليس إقامة حواجز جديدة أو الدخول في خصومات حول الحصص”.
وجاء اجتماع بروكسل -المخيب للآمال- وسط عودة عمليات المراقبة على الحدود الألمانية والنمساوية ما يشكل عمليا تعليقا لحرية التنقل التي تضمنها اتفاقيات (شنغن) في أوروبا.
وبعدما أصبحت خلال بضعة أسابيع بمثابة الوجهة المفضلة بالنسبة للمهاجرين الذين قد يبلغ عددهم مليون شخص هذه السنة بحسب نائب المستشارة سيغمار غابرييل، بررت ألمانيا الاثنين قرارها بتعليق حرية التنقل في أوروبا عبر “عدم تحرك” الاتحاد الأوروبي قائلة إن الإجراءات الجديدة ستستمر لأسابيع.
وهذا التغيير المفاجئ في موقف المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل التي تواجه مشاكل لوجستية لم تتوقعها ونقمة داخل معسكرها السياسي، يأتي بعد أيام فقط على دعوتها شركائها الأوروبيين لاستقبال اللاجئين بدون قيود على العدد.
وأوشكت ميونيخ (جنوب) على تجاوز قدراتها للاستيعاب مع وصول حوالي 63 ألف لاجئ في أسبوعين وفدوا من البلقان وأوروبا الوسطى. ودخل نحو ألف لاجئ قادمين من النمسا الاثنين بحسب الشرطة.
وسارعت دول في أوروبا الشرقية -سلوفاكيا والجمهورية التشيكية- والتي ترفض منذ أسابيع فكرة ألمانيا توزيع حصص لتقاسم عبء اللاجئين بين الدول الأعضاء ال28، إلى اتخاذ إجراءات مماثلة لتلك التي فرضتها ألمانيا، وكذلك فعلت النمسا.
وأعلنت بولندا أنها مستعدة لإعادة المراقبة على الحدود في حال وجود تهديد أمني.
أوروبا والفشل في ملف اللجوء