بالتزامن مع إعلان إثيوبيا انتهاء الملء الثاني لسد النهضة،…. احتفلت مصر في صمت بالذكرى الـ51 لبناء “السد العالي” بأسوان …في 21 يوليو/تموز 1970…، وسط تساؤلات عن مصيره بعدما بات مستقبله معلقا… بما يسمح بمروره السد الإثيوبي من مياه.
تجاهل إعلام النظام المصري ذكرى السد العالي، ..ومرورها في صمت، يبدو متعمدا من جانب السلطات،.. ربما لعدم تذكير المصريين بأزمة سد النهضة ومخاوف خروج السد المصري عن الخدمة…، في توليد الكهرباء على الأقل.
وبني السد العالي لهدفين،… حماية مصر من الفيضان، و”هو ما تحقق ولا يزال”.
كيف تم إفقار المصريين خلال 10 سنوات؟
والثاني، توليد الكهرباء، وهو هدف يوشك أن ينتهي بعد بناء السد الإثيوبي ….وحجزه كميات من المياه قد تمنع توليد السد للكهرباء.
وعقب مشكلات ملء سد النهضة،… أصبح للسد المصري هدف ثالث أهم، هو تخزين المياه لمنع عطش مصر، …حال نقصت حصة مصر المائية السنوية.
وتسعى إثيوبيا لتخزين 74 مليار متر مكعب من مياه النيل وراء سدها، وهي كمية تعادل نصف مخزون السد العالي (130 مليارا)، ويتوقع الخبراء أن تؤثر على كميات المياه التي تصل لمصر، ومن ثم مشاريع الزراعة والكهرباء والشرب.
ورغم أن إثيوبيا حجزت عامي 2020 و2021، 8 مليارات متر مكعب فقط من بين الـ7 مليارات، فقد ظهر أول تأثير سلبي لذلك بخروج السد المصري عن الخدمة، كأحد أهم مصادر توليد الكهرباء، وفق تصريحات رسمية مصرية عام 2016.
ويخشى الخبراء أن يؤدي استمرار إثيوبيا في الملء عاما بعد آخر، دون اتفاق مع مصر والسودان، لتأثر السد المصري ونقص مخزونه من المياه المخصصة للطوارئ ما قد يخرجه عن الخدمة أيضا كخزان للشرب والزراعة.
كيف تم إفقار المصريين خلال 10 سنوات؟
وأنشئ السد العالي في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر عام 1960، واكتمل بناؤه بعد 8 سنوات، لكنه افتتح رسميا في عهد الرئيس الراحل أنور السادات عام 1971.
حد أحلام بناء السد العالي كانت توليد الكهرباء من المياه المخزنة داخله، بخلاف خزانات المياه الأخرى، كطاقة نظيفة.
وحاليا تقدر الطاقة الكهربائية المنتجة يوميا من السد العالي بـ1600 أو 1700 ميغاوات، من إجمالي 2100 ميغاوات، هي الطاقة القصوى للسد العالي، بحسب هيئة المحطات المائية.
هذه الطاقة المولدة من السد العالي، ترتفع إلى 2832 ميغاوات، لو أضيف لها ما تنتجه 5 محطات مائية مصرية أخرى، بحسب رئيس الهيئة، محمد عمرو لصحيفة “المال” 27 مارس/آذار 2019.
عرق الجبين