كانت السيدة خديجة -رضي الله عنها وأرضاها- السند ورافع العزيمة للنبي -صلى الله عليها وسلم-، وهي خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي القرشية الأسدية، زوجة النبي الأولى، وأول من آمن به من الناس أجمعين
كانت سيدتنا خديجة -رضي الله عنها- مؤمنة بشخصية النبي -صلى الله عليه وسلم- وأفكاره، لِما رأت فيه من اجتماع الكمالات البشرية، والارتفاع عن دنايا الأمور التي ينشغل بها الناس، ولذلك كانت تسانده عندما كان يعتكف في غار حراء قبل البعثة، فقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- قبل البعثة بعدة سنوات قد حبب إليه الخلاء فكان يخرج إلى غار حراء أياما وفي العادة تبلغ الشهر، فكانت تزوده بالطعام والشراب وكل ما يحتاجه في هذه الفترة.
حتى كانت تلك الليلة التي أكرمه الله -عز وجل- فيها بالنبوة، فكان لها الدور الأكبر في طمأنته، ومساعدته في فهم ما جرى له؛ حيث هدَّأته وذهبت إلى ورقة بن نوفل -ابن عمها- العالم بالنصرانية، فعرَّفه أنه سيكون نبي هذه الأمة
أول من آمنت به
آمنت أمنا خديجة -رضي الله عنها- بنبوة سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- أول الناس، بل هي من بشرته برجائها أنه سيكون نبي هذه الأمة عندما عرض عليها ما جرى له عندما نزل جبريل عليه وقبل أن يؤكد لها ذلك ورقة بن نوفل
يشككون في السيدة خديجة
طمأنته بعد نزول جبريل عليه
لقد كان اللقاء الأول للنبي -صلى الله عليه وسلم- بجبريل -عليه الصلاة والسلام- بتفاصيله المعروفة شديدا لا تتحمله الجبال الرواسي؛
كيف لا وقد عاد النبي -صلى الله عليه وسلم- من هذا اللقاء خائفا يرتجف،
كما عاد كذلك وهو أكمل البشر وأصلبهم عودا وأرجحهم عقلا وأثبتهم قلبا،
أيضا ولننظر إلى تفاصيل ذلك اللقاء ومن ثم رجوعه إلى بيته وما فعلته سيدتنا خديجة -رضي الله عنها
شاركته الحصار حاصر كفار قريش المسلمين و بني هاشم جميعا -مؤمنهم وكافرهم- في شِعب أبي طالب مدة ثلاث سنين،
فمنعوا أن يصل إليهم الطعام والشراب، ومنعوا أن يبيعهم أحد أو يشتري منهم، أو يزوجهم أو يتزوج منهم،
كما كتبوا ذلك في كتاب علقوه في الكعبة، فتأثر المحاصرون وبلغ ذلك منهم الجهد حتى أكلو ورق الشجر،
أيضا ولم يكن يسمع في الشعب غير صياح الأطفال من شدة الجوع والألم
ساندته بالمال
بنت معه أسرة مسلمة
أقام النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- مع السيدة خديجة بيتاً هانئاً وأسرةً مسلمةً نموذجيَّةً يقتدي بها المسلمون من بعدهم، ضمَّت هذه الأسرة المباركة: سيِّد الخلق -صلوات ربي وسلامه عليه- وخير النِّساء خديجة -رضي الله عنها-، وأبناءَه القاسم، وعبد الله، وبناته زينب، ورقيَّة، وأمُّ كلثوم، وفاطمة.