رمضــان شهر الفضــائل والمنــح الإلهيــة
قد اختار الله تعالى لنا – نحن المسلمين – أشهر هذه الشهور القمرية، وجعله أفضلها وأطيبها، وبارك فيه، فجعله موسمًا للعبادة والطاعة، والقربات والخيرات، والصيام والقيام.
والسؤال هنا: لماذا اختار لنا ربنا سبحانه وتعالى هذا الشهر بالذات؟
ونحن هنا نلتمس الجواب من كتاب الله وسنة رسوله ﷺ مع إيماننا بأنه تعالى يحكم ما يريد،
كذلك يفعل ما يشاء، وحكمه كله مبني على كمال الرحمة، ما علمنا منه وما لم نعلم.
قال الحافظ ابن حجر – رحمه الله – في شرح البخاري، (فتح الباري: 9/5): قد أخرج أحمد والبيهقى في الشعب عن واثلة بن الأسقع، أن النبي ﷺ قال: «أنزلت التوراة لست مضين من رمضان، والإنجيل لثلاث عشرة خلت منه، والزبور لثمان عشرة خلت منه، والقرآن لأربع وعشرين خلت منه».
كذلك في رواية: «وصحف إبراهيم لأول ليلة» (1).
قال الحافظ: «وهذا الحديث مطابق لقوله تعالى: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ) (البقرة:185)، ولقوله: (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ) (القدر:1).»
واستشكل الإمام السيوطى على الحديث السابق بما أخرجه ابن أبى شيبة في فضائل القرآن عن أبى قلابة قال: «أنزلت الكتب كاملة ليلة أربع وعشرين من رمضان» (2).
كذلك الإشكال في تحديد الأيام، وليس في أصل القضية، وهو نزول الكتب الإلهية في رمضان، فهذا محل اتفاق في جميع الروايات.
رمضــان شهر الفضــائل والمنــح الإلهيــة
فهذا الشهر العتيق قد بارك الله فيه حين جعله ميقاتًا لنزول كتبه الجليلة وزمانًا مقارنًا لحصول هديه لعباده من أقدم العصور، فهو موسم الهدي الإلهي؛
لأن الكتب التي شرف الله عباده بنزولها فيه هي مستودع شرائعه الهادية،
كذلك هي أوعية منهاجه الحكيم، يستنير الناس بنورها في كل زمان ومكان،
ويثوبون إليها عند التنازع والاختلاف، فترشدهم إلى الصراط المستقيم، والدين القيم.
د. إسماعيل علي – الأستاذ بجامعة الأزهر الشريف
رمضــان شهر الفضــائل والمنــح الإلهيــة
د. إسماعيل علي – الأستاذ بجامعة الأزهر الشريف
شهر رمضان المبارك منحة إلهية وهبة ربانية