الدفء الأسري .. الذي دعا إليه الإسلام .. حتى تستقيم الأسرة .. وأثر ذلك على المجتمع .. كلها أمور دعا إليها الإسلام لعلم الشارع بما يحتاج إليه البشر .. والحضن والربت هو وسيلة من وسائل تحقيق هذا الدفء المنشود .. فهيا بنا نعرف ما هو تأثير هذا على الأسرة الواحدة .. ومن ثم العلاقات كلها .
فما اثر الحضن على الأسرة ؟
- علاج الأرق والقلق
توصلت الدراسات إلى أن جسم الإنسان تتحسن حالته عند حصوله على عناق دافئ، حيث يطلق الدماغ هرمون الـ”سيروتونين”، الذي يلعب دورا مهما في تنظيم مزاج الإنسان (لذا يسمى أيضا بهرمون السعادة)، وهو يؤدي إلى استرخاء الجهاز العصبي، وبالتالي يصبح الجسم قادرا على النوم بعمق وراحة أكثر ، وهو ما يؤدي بدوره إلى تحسن العلاقات بين أفراد الأسرة وتحسن المزاج في المعاملات عموما .
-
زيادة الترابط وتعزيز العلاقات
يشير خبير العلاقات دكتور بام سبور إلى أن القيام بأمر بسيط مثل العناق يمكن أن يحافظ على العلاقات الصحية والسعيدة بين الأزواج، ويضمن أن يشعر الأزواج بالارتباط عاطفيا.
– ارتخاء العضلات
يوجد لهرمون الـ”أوكسيتوسين”، فوائد إضافية أخرى فهو عندما يتحرك في مجرى الدم بعد أن يفرزه المخ نتيجة لحدوث المعانقة، فهو يسهم في إصلاح الجسم للعضلات بسرعة أكبر و يحفز تحول دهون الجسم إلى طاقة والتي بدورها تصلح العضلات.
ومعدلات الإفرازات الصحية من هرمون “أوكسيتوسين”، على أثر تلقي الأحضان، تؤدي إلى تحسين تحويل الطاقة، وبالتالي إصلاح العضلات ونموها بمستوى أفضل.
– زيادة التعاطف والتفاهم
وتتوالى فوائد “أوكسيتوسين” لتشمل أيضا التسبب في الشعور بالتعاطف، فقد أوضحت الدراسات كيف يزيد هرمون “أوكسيتوسين” للشعور بالتعاطف، حتى بين الغرباء بشكل تام. فبمجرد أن تعانق شخصا ما، يتم إفراز “أوكسيتوسين” في الدماغ، مما يثير شعور التعاطف ومن ثم الهدوء النفسي الذي يؤدي بدوره لمحاولة التفهم .
- زيادة السعادة وتقدير الذات .
أظهرت دراسة، أجريت في جامعة UCLA على 236 شخصا عام 2011، أن رفع مستويات “أوكسيتوسين” تعزز التفاؤل و احترام_الذات ، وهذه النتيجة لها آثار هامة، لأنها تعني أننا نستطيع في الواقع التأثير على الجينات التي ولدنا بها وتغيير الطريقة التي نتفاعل بها داخل المجتمع.
وتقدر الدراسات أن 50% من سعادتنا هي وراثية، وتتأثر 10% منها ببيئتنا، و40% يتم تحديدها بكيفية التنشئة والتربية ،وعموما فإن السعادة تؤدي إلى التفاهم مع الآخرين .
– تعلم الأخذ والعطاء
إن العناق هو فعل متبادل فيه أخذ وعطاء، وعندما يحدث العناق فهو تعبير عن إدراك أن هناك قيمة متساوية في العطاء والتلقي بما يؤدي لشعور بالراحة والدفء. يظهر العناق أن الحب يتدفق في كلا الاتجاهين، وعندما نعانق شخصا ما فإننا نفسح المجال لتدفق الطاقة الإيجابية ، وبناء علاقة على أساس الثقة.
24 حضنا يوميا!
وكما تقول فيرجينيا ساتير، عالمة النفس الشهيرة، إن الإنسان بحاجة إلى 4 أحضان في اليوم من أجل البقاء و8 أحضان للصيانة و12 حضنا للنمو.
الآن أصبح لديك دليلا علميا بكل الفوائد المدهشة التي يحققها العناق وأهمها إسهاماته في تحقيق الدفء الأسري .
حيث يغير الدفء في طبيعة الأسر، ومن ثم طبيعة المجتمع وسيرجع المجتمع إلى نسبة التعاطف والاحتواء التي افتقدها في هذه الأوقات ،والتي أدت بدورها إلى تفاقم الوضع في المجتمع ، فهيا بنا نرجع لقيمنا وتعاطفنا واحتواء بناتنا وزوجاتنا وأزواجنا ؛ حتى نرضي الله في أنفسنا نريه منا ما يبتغيه منا