متى وكيف تأسست جماعة الاخوان الملسمين ؟
أسسها حسن البنا بمصر في مارس 1928 وسرعان ما انتشر فكرها ليتجاوز بر مصر، وليشمل أكثر من اثنتين وسبعين دولة إسلامية .
كان واقع الحال في مصر، وفيما حولها من الوطن العربي، والإسلامي ينادي بوجوب دعوة جديدة.
سماها الإمام الشهيد”حسن البنا” في رسالة بين الأمس واليوم: دعوة البعث والإنقاذ (حسن البنا، مجموعة رسائل الإمام الشهيد،)، وكما يقول الدكتور “يوسف القرضاوي”: ” كانت دعوة الإمام حسن البنا فريضة وضرورة، فريضة يوجبها الدين، وضرورة يحتمها الواقع .
فبعد أن قطع الحلفاء المنتصرون أوصال الخلافة العثمانية، حينئذ طبق الإنجليز معاهدة سايكس- بيكو السرية التي عقدت في موسكو عام 1915م، وأصبحت مصر داخل نطاق الإمبراطورية البريطانية ، ووجدت نفسها منعزلة عن دول العالم الإسلامي، وفي عنقها قيد ثقيل من الاستعمار الذي شجع النعرة الوطنية ؛أصبح الوطن مقطوعا من أصله مع شعب مؤمن بالله ، ثم بالإسلام عقيدة راسخة، لكن الأغلبية الساحقة فيه لا تقرأ، ولا تكتب ، ومستعمر قوي لئيم ذو دهاء، ومكر شديد مع نظام حكم ظالم حيث فُرض ملك على شعبه، وصيغ دستور يحد من سلطة الحكومة المصرية، وسيادتها، ويعامل الأجنبي بقانون يختلف عن القانون الذي يسري على المواطنين وكذلك طبقة حاكمة اسطفاها الملك، ورضي عنها المستعمر، غالبيتها من سلالة ألبانية أو تركية
في هذا الجو الغائم ولدت دعوة الإخوان المسلمين أحوج ما تكون مصر – والوطن العربي، والإسلامي الكبير – إليها؛ لتكون دعوة البعث والإنقاذ، كما عبر عنها الإمام “حسن البنا” مؤسس الجماعة.
ويشير “محمد شوقي زكي” إلى ما يسميه “تضاريس الحقل”، وهي البيئة التي نشأت فيها جماعة الإخوان المسلمين، فيقول: كان ظهور الجماعة في وقت كان الاستعمار البريطاني يجثم على صدر مصر، وكانت الأحزاب في واد، والشعب في واد آخر. أما القصر فكان دائمًا يسير حسب أهواء المندوب السامي البريطاني.
ويذكر حسن البنّا في رسالة إلى الشباب أن الجماعة تسعى في سبيل الإصلاح الذي تنشده إلى تكوين الفرد المسلم، فالأسرة المسلمة، فالمجتمع المسلم، ثم الحكومة الإسلامية، فالدولة، فأستاذية العالم؛ وفقا للأسس الحضارية للإسلام.
من هم مرشدو الجماعة ؟
تعاقب على قيادة الجماعة منذ تأسيسها ثمانية مرشدين، هم: حسن البنا مؤسس الجماعة من 1928 إلى 1949، ثم حسن الهضيبي من 1951 إلى 1973، ثم عمر التلمساني من 1974 إلى 1986 ثم محمد حامد أبو النصر من 1986 إلى 1996، تلاه مصطفى مشهور من 1996 إلى 2002، ثم مأمون الهضيبي من 2002 إلى 2004، ليعقبه محمد مهدي عاكف من 2004 إلى 2010، ومحمد بديع من 2010 إلى حين اعتقاله عام 2013 حيث تولى تسيير شؤون الجماعة نائبه محمود عزت.
منهج الجماعة :
وصف حسن البنا جماعة الإخوان في رسالة المؤتمر الخامس على أنها جماعة إصلاحية شاملة تفهم الإسلام فهما شاملا وتشمل فكرتهم كل نواحي الإصلاح في الأمة وأنها:
- دعوة سلفية، إذ يدعون إلى العودة إلى الإسلام، إلى أصوله الصافية القرآن والسنة النبوية.
- وطريقة سُنية لأنهم يحملون أنفسهم علي العمل بالسنة المطهرة في كل شيء، وبخاصة في العقائد والعبادات ما وجدوا إلى ذلك سبيلا.
- وحقيقة صوفية، يعتقدون أن أساس الخير طهارة النفس، ونقاء القلب، وسلامة الصدر، والمواظبة على العمل، والإعراض عن الخلق، والحب في الله، والأخوة في الله.
- وهيئة سياسية، يطالبون بالإصلاح في الحكم، وتعديل النظر في صلة الأمة بغيرها من الأمم، وتربية الشعب على العزة والكرامة.
- وجماعة رياضية، يعتنون بالصحة، ويعلمون أن المؤمن القوي هو خير من المؤمن الضعيف، ويلتزمون قول النبي: “إن لبدنك عليك حقًا”، وأن تكاليف الإسلام كلها لا يمكن أن تُؤدى إلا بالجسم القوي، والقلب الذاخر بالإيمان، والذهن ذي الفهم الصحيح.
- ورابطة علمية ثقافية، فالعلم في الإسلام فريضة يحض عليها، وعلى طلبها، ولو كان في الصين، والدولة تنهض على الإيمان، والعلم.
- وشركة اقتصادية، فالإسلام في منظورهم يُعنَى بتدبير المال وكسبه، والنبي يقول: “نعم المال الصالح للرجل الصالح” و(من أمسى كالاً من عمل يده أمسى مغفورًا له )
- كما أنهم فكرة اجتماعية، يعنون بدواء المجتمع، ويحاولون الوصول إلى طرق علاجها وشفاء الأمة منها.
أي أن فكر الإخوان مبني على شمول معنى الإسلام، الذي جاء شاملاً لكل أوجه ومناحي الحياة، ولكل أمور الدنيا والدين.
أهداف جماعة الإخوان المسلمين :
طبقاً لمواثيق الجماعة فإن “الإخوان المسلمين” يهدفون إلى إصلاح سياسي واجتماعي واقتصادي من منظور إسلامي شامل في مصر وفي الدول العربية التي ينشط فيها الإخوان المسلمون ،. وتسعى الجماعة في سبيل الإصلاح الذي تنشده إلى تكوين الفرد المسلم والأسرة المسلمة والمجتمع المسلم، ثم الحكومة الإسلامية، فالدولة فأستاذية العالم وفقاً للأسس الحضارية للإسلام عن طريق منظورهم. وشعار الجماعة “الله غايتنا، والرسول قدوتنا، والقرآن دستورنا، والجهاد سبيلنا، والموت في سبيل الله أسمى أمانينا“
ما هي مصادر تمويل الجماعة ؟
وهو السؤال الذي يسأل عنه الجميع فأردنا أن نشير إليه هنا ، فتمويل الإخوان ذاتي، بمعنى أن الإخوان يعتمدون على أعضاء الجماعة كمصدر وحيد لتمويل الأنشطة المختلفة التي يمارسها الإخوان. ووفقاً للنظام الأساسي للجماعة فإن أعضاء الجماعة مقسمين، على حسب تصنيف الجماعة لهم، إلى مؤيد ومنتسب ومنتظم وعامل، على التوالي ووفقاً لآليات تحددها الجماعة يتم تصعيد العضو من مرحلة إلى أخرى أو من تصنيف إلى آخر، وذلك بعد اجتياز عدد من الاختبارات السلوكية والتثقيفية داخل الجماعة، ومن ذلك يلتزم العضو بدفع اشتراك شهري للجماعة، يقتطعه من دخله الشهري، ويستثنى من ذلك الإخوان المصنفين كمؤيدين والطلاب وأصحاب الرواتب الضعيفة. كما أن بعض الأنشطة التي يمارسها الإخوان تمول نفسها ذاتياً مثل المستشفيات الخيرية ودور الرعاية التي تقدم خدماتها نظير رسوم الخدمة.
الجوانب الاجتماعية والأخلاقية لجماعة الاخوان المسلمين :
فقد اهتمت جماعة الإخوان منذ نشأتها بالجوانب الاجتماعية والخدمية فاهتمت
بنشر التعاليم الإسلامية ومحاربة الأمية ونشر الوعي الصحي خاصة في القرى ومحاربة الآفات الاجتماعية مثل المخدرات والبغاء، ومعالجة الأزمات الاقتصادية من خلال الوعظ والإرشاد. ومن ثم تركزت أنشطة الجماعة في افتتاح مدارس وإلقاء المحاضرات وإنشاء مقرات للجمعية في مختلف المحافظات.
فقدمت الكثير في أربعة أنواع من الخدمات الاجتماعية التي تمثلت في :
الأول هو التعليم والأنشطة الترفيهية والاهتمام بالطبقات الفقيرة والمتوسطة التي تأثرت سلبًا أيضا بأوجه القصور في نظام التعليم العام، ولم يكن لديها سوى القليل من المال لإنفاقه على الأنشطة الترفيهية.
و تمثلت الخدمة الثانية في تنظيم فعاليات عامة متنوعة بشكل سنوي، بما في ذلك احتفالات منح الجوائز للطلاب المتفوقين، والأمهات المثاليات، أو العمال المثاليين.
أما النشاط الثالث فكان يشمل حملات الخدمة العامة، التي تتراوح بين العيادات الطبية المتنقلة أو القوافل الطبية، وعمليات تنظيف الشوارع.
وتمثل النوع الرابع من الخدمات في توزيع المساعدات المالية أو الطبية أو الغذائية إلى السكان.
هذا من الناحية الاجتماعية والخدمية ولكن صدرت جماعة الإخوان كثير من النوابغ في كافة المجالات والذين ساهموا بأشكال متعددة في كافة النواحي الاقتصادية والعلمية والثقافية والدينية وغيرها .
هذه نبذة مختصرة عن جماعة الإخوان الجماعة التي تم تصويرها في الآونة الأخيرة بما لا يليق بها وبما قدمته للبشرية كلها على جميع الأصعدة ، ولكن أبى الكثيرون إلا يصوروها بصور شتى لا تليق بها؛ لأهداف دنيئة؛ لأنهم يعلمون أنها الشوكة الحقيقية في حلق أي غاشم أو فاسد أو ظالم، ولكن وعد الله لا محالة آت والحق يوما سيظهر ليبرأ ساحة اشرف من أنجبت مصر وليساهم هذا الفصيل النظيف في رفع لواء الحق يوما .