لا تغضب ..لا تغضب ..لا تغضب
هكذا كرر الرسول الكريم قوله ؛لمحاولة توصيل فكرة أن الغضب هو أسوأ ما يمكن أن يكون كصفة من صفات المسلم .
وهذا لأن كل غضوب عصبي منفر للآخرين ،غير محبب لنفوسهم ،والمسلم مهامه كبيرة وكثيرة ؛فهو يجب أن يكون أولا زوجا محبوبا حتى تستقيم حياته داخل منزله؛ فينطلق لغاية الإعمار في الخارج دون مشاكل ترهقه وتثقل كاهله، وعليه ثانيا حمل هم الدعوة التي تحتاج إلى شخصية محببة للنفس ؛حتى يستقي منها الآخرين حب الدين .
هل يمكننا التحكم في غضبنا ؟
فإتباع الاستراتيجيات العامة للتحكم بالأعصاب عند الغضب والتعبير عن مشاعر الغضب بطريقة صحية والسيطرة عليها هو موضوع مقالنا اليوم ومن أهم هذه الاستراتيجيات ما يأتي :
البحث عن سبب الشعور بالغضب : يجب أن يحاول الشخص البحث عن السبب الحقيقي لانفعاله، وإيجاد الحل المناسب له، وقد يكون مصدر الشعور بالغضب في بعض الأحيان وجود مشاعر أخرى مخفية لدى الشخص؛ كالخجل أو الشعور بالقلق، وقد يكون الغضب أحد أعراض وجود مشكلة صحية ما .
معرفة مؤشرات الغضب: يمر الشخص دائما ببعض الإشارات التحذيرية التي تحدث له في بداية شعوره بالغضب، وفي حال ملاحظته لهذه الإشارات يمكنه إدراك شعوره بالغضب والسيطرة عليه، ومن أكبر هذه العلامات تسارع النفس، والصداع، وخفقان القلب بشدة.
إتباع طرق تهدئة الغضب: يمكن للشخص إتباع مجموعة من الطرق فور ملاحظته شعوره بالغضب بهدف تفريغ الطاقة والمشاعر المكبوتة؛ كأخذ نفس عميق.
التعبير عن الغضب بشكل صحي : يعد تعبير الشخص عن الغضب بهدوء دون التأثير سلبا على علاقته مع الآخرين واحترام وجهات نظرهم من الوسائل الصحية للتعبير عن الغضب في المواقف التي تجبره على الانفعال.
الاعتناء بالنفس: ينصح بالاعتناء بالصحة الجسدية والعقلية بهدف تخفيف التوتر في الحياة، وذلك من خلال أخذ قسط من النوم بمعدل 7-9 ساعات يوميا، والتقليل من تناول المشروبات التي تحتوي على الكافيين بكثرة ؛ حيث يؤدي الاستهلاك المفرط للكافيين إلى زيادة مشاعر الغضب.
الفكاهة: يمكن استخدام الفكاهة والمرح عند الشعور بالغضب بهدف التخفيف من حدة الموقف والتقليل من التوتر، ولكن يجب الحذر إلى ضرورة الابتعاد عن السخرية التي تؤذي الآخرين .
المساعدة من أخصائي: يجب اتخاذ قرار زيارة أخصائي واستشارته للمساعدة في التحكم بالغضب في حال أصبحت الأمور خارج السيطرة أو في حال وصلت إلى إيذاء الشخص نفسه أو الآخرين.
تقييم الغاية من الغضب: يمكن أن يكون للغضب غاية إيجابية تتطلّب إجراء تغيير أمر معين أكثر أهمية من تغيير الشعور بالغضب، فمن الممكن أن يمد الغضب الشخص بالشجاعة اللازمة لاتخاذ إجراء صحيح، وفي هذه الحالة لا حاجة إلى محاولة السيطرة على الغضب، ولكن في حال تبين أن الغاية من الغضب سلبية وتدفع الشخص لإيذاء نفسه أو إيذاء المقربين منه فلا بد من السيطرة عليه.
هذه بعض الاستراتيجيات التي تساعد على التخفيف من حدة الغضب والتي يجب أن نسعى للتدريب عليها لفترات طويلة حتى نصل للمستوى المطلوب الذي يساعدنا على تحقيق هدفنا في التقليل من العصبية ..