هل القمص طبيعي في المرأة ؟؟
و للإجابة على هذا التساؤل يجب أن نعرف أن القمص هو: عبارة عن نتاج لحساسية في الشخص تجاه المواقف ، وتفسيرها وفهمها عكس المألوف ، وفي نفس الوقت عدم قدرة على المواجهة ، وضعف في التعبير ؛ فيلجأ للتجنب أو رد الفعل السلبي أو كما يقال (القمص) .
وهذا الطبع إذا وجد في الرجل فيصبح كارثة ؛ لأن الرجل بحكم أنه دائما في موضع القيادة والإدارة تخصصه فإذا انسحب؛ أصبح البيت بلا قائد . أما بحكم خلقة المرأة ، وطبيعتها ، فهي في الغالب تميل لعدم المواجهة ؛ فلا تجد أمامها وسيلة للتعبير أفضل من الانسحاب ؛ لذلك فهو وضع طبيعي في الغالب .
ولكن يظل الأمر طبيعيا مادامت الأمور في حالة وسط، ولم تَزِد عن الحدود الطبيعية .
أنواع القمص وعلاجه :
ولكي نعرف ما هو الطبيعي وما هي الحدود التي لو تخطتها المرأة لأصبحت الأمور الحياتية غير طبيعية ،علينا أن : نتعرف معا على أنواع القمص ، ومن ثم طرق علاجها، سواء من الشخص نفسه ، أو ممن يتعامل معه .
فالنوع الأول : هو الطبيعي ؛ الذي يكون غير معروف سببه، فهو يصيب كثير من النساء، وليس له سبب عقلي أو منطقي ، قد يكون وراثي ، وقد يكون نتيجة تغير هرمونات المرأة في بعض الأوقات .
وعلاج هذا النوع هو: محاولة استنطاق صاحبته ، ومحاولة خطابها بهدوء؛ لمعرفة سبب حزنها؛ لكي تستطيع أن تعالجها ، وتتفادى حالة الكآبة في البيت .
ثم يأتي النوع الثاني : وهو النوع البريء و الطفولي ، وأيضا منتشر ؛ فصاحبته لا تستطيع التعبير عن حزنها كلاميا . بل تحتاج أن يخمن الطرف الأخر ما يحزنها .
والمراضاة في هذا النوع شبه مستحيلة ؛ لان الطرف الأخر لا يمكن له أن يعرف ما بداخلها ؛ فهو شيء سري ؛ ولذلك فالحل ليس بيد أي إنسان غير الشخص نفسه ؛ فهو الذي يجب عليه أن يتعلم ، و يحاول آلآف المرات أن يعبر عما بداخله ، وهناك حل مجرب للطرف الأخر، ولكن يجب أن يكون في نطاق ضيق ؛ ألا و هو التجاهل ؛ حتى يكون هناك دافع لها لتتعلم التعبير عما بداخلها .
أما النوع الثالث : فيسمى السقف العالي ، وهذا النوع من النساء يتوقع دائما أن الأخر سيبذل الغالي والنفيس لإرضائها ، وللأسف فهي في الغالب تصاب بصدمة وخيبة أمال ؛ بسبب طبيعة الرجل ؛ الذي لا يحب التلميح؛ بل دائما يفضل الأسلوب المباشر المهذب في إبداء أسباب الحزن، وعندما تصدم فتحزن أكثر، وتدخل في دور كآبة ، ولهذا فيجب على هذا النوع دراسة طبيعة الرجل، ومن ثم الطريقة الفعالة في التعامل معه ؛ فالرجل لا يستجيب أبدا لمثل هذا النوع .
ولكن على عكس ما سبق ؛ فهناك بعض أنواع القمص تكون المرأة فيه محقة .
فمثلا النوع الرابع : وهو ما يسمى بقمص تنقيص الدرجات ؛ ويعني أن المرأة محبة جدا، وقريبة جدا؛ فتنتظر أن يعاملها زوجها بنفس القرب ؛ لأنها تشعر بأن كثرة الود بينهما عالية، وأصبحت تتفهمه من كلامه وتصرفاته دون توضيح ؛ لذلك فهي تنتظر منه أن يعرف ما يفرحها وما يتعبها ويؤذيها بدون أن تتحدث .
وهذا النوع صاحبته محقة ؛ فعليك أن تبذل جهدا في إرضائها ، ومحاولة التواصل الجيد معها؛ فهي تبذل جهدا في فهمك، وتحبك أن تفهمها وهذا حقها .
وأخيرا النوع الخامس : وهو قلب العصفورة والقمص الفكاهي فصاحبته لا تتجنبك أكثر من عشرة ثواني، ثم تطلب هي أن تصالحها ، وبالفعل يتم إرضائها بكلمة جميلة ، أو بسمة حانية ؛ فهي أنثى طيبة ،رقيقة ، حنونة ، وينطبق عليها بيت الشعر ( إن لي قلب طفل يغتفر الذنوبا.. ويرى الناس كلهم الحبيبا )
ولكن للأسف فهذا النوع أكثر الناس الذين يتم ظلمهم؛ حيث أنهم بسبب سرعة استجابتهم يتم التعامل مهم باستخفاف لمشاعرهم؛ فيكثر الخطأ بحقهم ؛ فيأتي يوم وتذبل هذه المرأة ؛ فتتعلم القسوة؛ فرفقا بها، وبنفسك ؛ لأنك سيأتي عليك وقت ستفتقدها تماما وتكون سببا في تعاستها للأبد .
ومما سبق فإننا قد عرفنا أن القمص ليس كله واحد؛ بل أنواع متعددة ، لكل نوع سبب ، وطريقة علاج ، ولكن في الغالب هو شيء طبيعي في المرأة في اغلب الأوقات .
وتوصيتنا لبناتنا عليكن الرجوع لقول رسول الله ( ألا أخبركم بمن يحرم على النار وتحرم النار عليه : كل هين ، لين ، قريب ، سهل ) .
جعلنا الله تعالى وإياكم ممن ينطبق عليه قول رسول الله صل الله عليه وسلم .