22شهرا علي جريمة تجويع غزة
لأكثر من 22 شهرا.. تجويع غزة جريمة علي جبين الإنسانية
قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إنّ نحو 1200 مسن فلسطيني توفوا خلال الشهرين الماضيين جراء تداعيات سياسة التجويع الصهيونية وسوء التغذية والحرمان من العلاج التي بلغت ذروتها في الأيام الماضية.
وأعرب المرصد الأورومتوسطي عن خشيته من أن يكون العدد الحقيقي للمتوفين أكبر من ذلك بكثير، مشيرًا إلى أنّ حجم الوفيات اليومية في الأسبوعين الأخيرين وصل إلى مستويات غير مسبوقة، في وقت يصل يوميا مئات المسنين إلى المستشفيات ومراكز الرعاية الأولية وهم في حالة إجهاد وإنهاك شديدين، في محاولة للحصول على سوائل تغذية طبية.
وأشار المرصد الأورومتوسطي إلى أنّ وزارة الصحة في قطاع غزة وثّقت رسميًا 55 حالة وفاة خلال أسبوع جراء التجويع وسوء التغذية، ما رفع عدد الحالات الموثقة إلى 122 حالة منهم 83 طفلا، مبينًا أن هذه الإحصائية لا تشمل جميع الحالات التي توفت نتيجة تداعيات التجويع والحرمان من العلاج.
وأوضح أنّ فريقه الميداني توثق من وفاة عشرات المسنين في خيام النزوح نتيجة تداعيات المجاعة وسوء التغذية أو عدم توفر العلاج، وجرى تسجيلهم كحالات وفاة طبيعية، لعدم وجود آلية واضحة لتسجيل هذه الحالات في قائمة الضحايا، وكذلك لميل ذوي الضحايا لدفن ذويهم مباشرة.
22شهرا علي جريمة تجويع غزة
وأكد المرصد الأورومتوسطي أنّ غياب آلية فعّالة لدى وزارة الصحة في غزة لرصد هذه الوفيات يؤدّي إلى تسجيلها كوفيات طبيعية، رغم أنّها في حقيقتها حدثت بسبب سياسات تجويع متعمّد وتفكيك منهجي للنظام الصحي، بما يشكّل نمطًا من أنماط القتل العمد المحظور بموجب القانون الدولي الإنساني والقانون الجنائي الدولي.
وبيّن المرصد الأورومتوسطي أنّ هذه الظروف تشمل جرائم التجويع المتعمّد، وإحداث معاناة شديدة، وحرمانًا منهجيًا من الرعاية الصحية، إلى جانب الحصار الشامل، في سياق جريمة الإبادة الجماعية المتواصلة منذ نحو 22 شهرًا.
وأكّد أنّ ارتفاع عدد الضحايا يأتي نتيجة سياسة صهيونية متعمّدة تستخدم الجوع والحرمان من العلاج سلاحًا لقتل المدنيين، ضمن حصار خانق جرى تشديده منذ 7 أكتوبر/ تشرين أول 2023، ودخل مرحلة أقسى من التشديد منذ 2 مارس/ آذار الماضي، يستهدف القضاء على الفئات الأضعف، وتحويل الكارثة الإنسانية إلى أداة مركزية في تنفيذ الإبادة الجماعية.
وذكر المرصد الأورومتوسطي.. أنّ فريقه الميداني .. أيضا وثق شهادات مؤلمة.. عن مسنين تدهورت حالتهم الصحية .. كذلك بسبب المجاعة والحرمان من العلاج.
في إفادة لفريق المرصد الأورومتوسطي .. حيث قال “محمد نجل المسنة.. تمام ديب شعبان” (77 عامًا).. “خلال المدة الماضية.. ومع اشتداد المجاعة.. لم يتبق لدينا أي شيء تقريبًا لنأكله.. كما وكانت والدتي الأكثر تأثرًا.. كذلك بهذا الوضع بحكم السن.. والأمراض المزمنة التي تعاني منها.. وخلال أيام بسيطة.. حيث فقدت والدتي جزءًا كبيرًا من وزنها.. أيضا وبدت عليها علامات الضعف والهزال.. كذلك وأصيبت بالإغماء عدة مرات”.