13 عاما على ثورة يناير
13 عاما على ثورة يناير تدهور صحي وارتفاع لأسعار الأدوية وزيادة أوجاع المرضى
الرأي السائد لدى قطاعات ليست بالقليلة من المصريّين بشأن ثورة 25 يناير 2011، الّتي أطاحت بحكم الرئيس الراحل حسني مبارك الّذي استمرّ 30 عامًا،
أنّها السبب الرئيسيّ والمباشر فيما وصلت إليه أحوال البلاد. بات هذا الرأي يزداد رسوخًا لدى العامّة كلّما اشتدّت الأزمة الاقتصاديّة، وكلّما أصبحت الحياة أكثر صعوبة وقسوة. ساعد على ترسيخ هذا الاعتقاد الّذي يرقى لدى البعض إلى مستوى الحقيقة الإيمانيّة الّتي لا تقبل نقاشًا أو فحصًا، ما آلت إليه انتفاضات عربيّة أخرى،
لاسيّما في اليمن وليبيا وسوريا. وإذا أضفنا الوضع في العراق والسودان، وما تواجهه مصر من تحدّيات تتعاظم يومًا بعد آخر، يصبح الدفاع عن انتفاضة الشعوب العربيّة من أجل الحرّيّة والكرامة الإنسانيّة ضربًا من الجنون.
13 عاما على ثورة يناير
لا بأس.. لنمارس بعض الجنون، لعلّنا نجد في ذلك حكمة ما، أو لعلّنا في نوبة من نوباته نرى مشاهد غابت عنّا في غمرة الأحداث المتلاحقة، تنير لنا طريقًا للمستقبل، ولعلّنا نرى مشاهد أخرى تساعدنا على تفسير ما حدث ولماذا انتهينا إلى الوضع الراهن، ولعلّنا إمعانًا في الجنون أن نصرخ في وجه من أوصلونا إلى هذا الوضع قائلين: كفى؛ أملًا في أن تكون صرخة في أوانها تنبّه الغافلين إلى ضرورة تصحيح المسار قبل فوات الأوان.
أيضا لقد جاءت الأحداث بعد تنحّي مبارك متلاحقة ومتتابعة، ومورست كلّ ألعاب السلطة من أجل الحفاظ على الجوهر الصلب للنظام.. ذلك الجوهر الّذي يحلو للبعض تسميته “الدولة العميقة”، وهي من المسمّيات الّتي ألقيت كي يتشدّق بها الخاصّة والعامّة .. أيضا دون إدراك لمدى فراغ هذا المصطلح وخلوّه من المعنى والدلالة، تمامًا مثل مصطلحات كثيرة تمّ تداولها وردّدتها الأفواه.. مثل “الفلول” و”الإسلام السياسيّ”، وسقطنا صرعى ألاعيب من قبيل “الانتخابات أوّلًا أم الدستور أوّلًا”،
كذلك وجرى تخدير شباب الثورة منفردين وعبر ائتلافات تشكّلت وانفضّت.. ذلك بتعظيم إحساس هؤلاء البرجوازيّين الصغار بنشوة “انتصار الزائف” في ثورة أريد تزييفها.. ليظلّ تزييف الوعي الآليّة الرئيسيّة الّتي تضمن للسلطة البقاء في موقعها، إدراكًا منها لأهمّيّة الوعي لكسب المعركة …