يناير وأحلام لم تتحقق
فى مثل هذه الأيام كانت هناك آمال عريضة وطموحات شتى وتطلعات مشروعة، كانت هناك شجاعة غريبة وإصرار عجيب وتضحيات جمة في سبيل تحقيق الحرية والعيش الكريم والكرامة الإنسانية، حدث ذلك منذ ثمان سنوات تمر علينا الآن وكأنها الأمس أو كأنها حلم جميل دام للحظات لنستيقظ منه على واقع مرير أشد قسوة وأكثر إجراما من ذي قبل، وهذا الواقع سواء كان السبب فيه أخطاؤنا وسذاجتنا أو بتآمر الآخرين لكنه واقع نعيشه الأن ونحتاج إلى تغييره .
راح الشباب في مثل هذه الأيام يسطر صفحة ناصعة من صفحات التاريخ بحروف من دماء كتبت سطورا للنضال ضد الظلم والفساد ومن واءه شعب كان يتوق إلى حرية التنفس أو إن شئت تنفس الحرية .إن الحديث عن ثورة يناير لن ولم ينتهى بعد، ومهما حاولت الأقلام أن تكتب عنها فلن تكون كافية لوصفها والإحاطة بجميع أحداثها كونها من أعظم الثورات في التاريخ المصري والعربي .ومهما حاول المدلسون وأصحاب المصالح وأعداء الثورة أن يغيروا ويزيفوا أحداث الثورة ويصفونها بالمؤامرة فلن يفلحوا في ذلك لأن التاريخ الأن يّسجل بالصوت والصورة.
يناير وأحلام لم تتحقق
أيضا لقد كانت ثورة يناير مغامرة عظيمة .. وشيقة وصعبة في نفس الوقت .. أيضا ولم تنتهى حتى وقتنا هذا .. ولا تزال متوهجة في صدور من يؤمنون بها.. حيث نعيش كل يوم في إحدى حلقاتها.. فهى مغامرة كانت بدايتها هتاف وتجمع .. سقى الأرض بعد سنوات عجاف .. كذلك وإرهب كل السلاطين الضعاف.. ومسيرة ضمت في خضمها من لا يخشى الظلم أو يخاف .. حيث كانت البداية صعبة .. ولكن سرعان ما بدأ يلوح الفجر بعد الليل العصيب .. أيضا ومع بذوغ هذا الفجر الجديد تلألأت مصر .. كأنه يوم عيد وكبر الحلم .. وزاد التطلع وتربص الأعداء وأصحاب المصالح.. كما وبدأ فصل جديد من المعركة.. معركة تكسير العظام.. فتارة بشق الصف وأخرى بتأليب الرفقاء
لم يتنبه أصحاب الثورة لتلك المؤامرات ومحاولات الإفشال وسرقة الثورة إلا بعد أن أفاقوا على صدمة الإنقلاب، والغريب أن البعض يظن حتى الآن أنه كان انقلابا على الرئيس مرسي أو جماعة الاخوان فقط ولا يعرفون أنه كان انقلابا على الثورة ومبادئها ويتم عقاب كل من شارك فيها بل الشعب المصري كله لأنه قام بتلك الثورة عدا أذناب النظام وأوليائهم .