ولكن في المقابل وبمفهوم المخالفة .. أن دور المرأة الأساسي .. محصور على القيام بالأعباء المنزلية ،وتربية الأولاد ، وأن تكريم المرأة يكمن في وجودها بالمنزل ،ونحن لا ننكر هذا بالكلية ؛ حيث أن المرأة دورها الأساسي بالفعل هو تربية الأولاد، ولكن لا يمكن إنكار أن لها دورا مهما في تخصصات بعينها أكثر من الرجل ، هذا من ناحية ومن ناحية أخرى فإذا سلمنا بدور المرأة الأساسي في تربية أولادها فهل المربية لا يجب أن تتمتع بتعليم متميز حتى تستطيع أن تربي بشكل سليم ؟
لماذا المجتمعات العربية تحديدا ؟
للأسف المجتمعات العربية بها بعض العادات والتقاليد والمفاهيم الخاطئة والتي ترسخت مع مرور الزمن وأصبح تغييرها شبه مستحيل مما أوجد بعض المعوقات أمام تعليم المرأة :
منها مفهوم أفضلية الرجل على المرأة وتمييزه بالتعليم والعمل الجيد واستحقاق الرواتب الكبيرة وكذلك تحكم الرجل وسيطرته على شكل ونمط حياة كل من هم تحت رعايته .
الخوف الشديد على المرأة من التعرض لمخاطر الاندماج في المجتمع ، وكذلك الفهم الخاطئ في شكل الحماية لها .
كما أن هناك بعض العادات السليمة والسلوكيات الإسلامية التي قيدت المرأة في الحصول على بعض الامتيازات التعليمية مثل الرجل ولكنها لم تشكل عائقا حقيقيا في تعليم المرأة بصفة عامة كقيود السفر بمفردها أو عدم الاختلاط وكذلك وجوب طاعة المرأة للرجل المعيل لها سواء كان الأب أو الزوج وبعض الأسر يكون الأخ أيضا .
معوقات تعليم المرأة :
من كل ما سبق نستنتج أن هناك معوقات تعيق المرأة من التقدم في التعليم لمراحل متقدمة مثل :
تدني الوضع الاقتصادي عند البعض بما يحول بين الفتاة وإتمام تعليمها.
الزواج المبكر، حيث تنصرف الفتاة عن إتمام التعليم لتنخرط في مسؤولية وتبعات الزواج.
العادات والتقاليد والأعراف.
الغزو الفكري.
الاختلاط وما ينجم عنه من مشاكل.
الحروب والثورات والاضطرابات التي تكتسح بعض البلدان العربية.
فما هي أهمية التعليم للمرأة ؟
وجود الطبيبة والمعلمة والممرضة والمربية المسلمة .
القدرة على رعاية الأطفال:
إذ إن تعليم المرأة يكسبها الوعي بكيفية التعامل مع طفلها وحمايته، مما يساهم في تقليل نسبة الوفيات من الرضع قبل عامهم الأول.
وكذلك تربية أجيال صالحة مجتمعيا ودينيا وأخلاقيا .
التعامل مع الصدمات:
قد تتعرض الأسرة لبعض الكوارث الناتجة من مسببات طبيعية أو غيرها، فتعليم المرأة يزيد من فرصة نجاة أسرتها من الإصابات أو الوفيات بسبب هذه الكوارث، كما يزيد من مرونتها في التعامل مع الظروف السيئة على مستوى الأسرة والمجتمع.
زيادة محو الأمية:
إن نسبة الإناث الأميات مرتفعة نسبة للأمية لدى الذكور، فمن بين 163 مليون فرد أمي من فئة الشباب في العالم تشكل الإناث حوالي 63% منهم، لذا يعد تقديم التعليم للإناث مساهما أساسيا في التنمية الاجتماعية ومحو الأمية في المجتمعات.
الحد من الفقر:
التعليم للمرأة هو فرصة لإعالة أسرتها وحمايتها من الفقر، وذلك بإشراكها في الأعمال التجارية والأنشطة الاقتصادية التي تزيد من فرصتها في الحصول على الدخل، وبالتالي فإن نسبة الفقر في المجتمع ستقل بشكل كبير.
تقليل انتشار بعض الأمراض:
يزيد التعليم من وعي المرأة للوقاية من بعض الأمراض؛ كمرض نقص المناعة البشرية أو الإيدز، أو الملاريا، وبالتالي تقل نسبة الإصابات بهذه الأمراض في المجتمعات.
توصيات لتعليم المرأة :
بث الوعي حول أهمية تعليم المرأة.
التوعية الدينية المتكاملة لتواجه بها المرأة مظاهر الغزو الفكري والثقافي.
بناء نظم المجتمع وعاداته التربوية في بلادنا على أساس الإسلام، والذي يراعي مبادئ وقيم المجتمع وعاداته، كعدم الاختلاط في التعليم، وانتهاج معايير القيم والأخلاق في الجامعات ومرافقها المختلفة كالحدائق والساحات والمكتبات.
الاستفادة من النظم التعليمية والتربوية العالمية، مع الحفاظ على الثوابت الدينية والأخلاقية.
تطوير الأهداف التعليمية ودراسة احتياجات سوق العمل، بالإضافة إلى تحديد المهارات الأساسية الضرورية لكل عمل.
موازنة المرأة بين التعليم وشؤون الأسرة.
فهم المرأة المسلمة لرسالتها الحقيقية في الحياة.
عندما تتوفر التوصيات لتعليم المرأة ويصبح وعي المجتمع عاليا بأهمية تعليم المرأة ؛ سيكون هناك مجتمعا متحضرا به الطبيبة المسلمة ، والمربية المسلمة ، والأم المتعلمة ، التي تستطيع تنشئة أجيال قادرة على الفهم السليم ، والاندماج في المجتمع بالأخلاقيات السليمة ،وقتها سيخرج لنا من مجتمعاتنا عمر الفاروق ،وصلاح الدين وغيرهم مما سيغيرون خارطة الطريق، ويصلحون وضع بوصلتنا حتى نحقق الغايات وتعلو رايات الحق والعدل رفرافة عالية .