أيها القارئ الحريص على النجاح لقد تعلمت دوما أن من ليس له خطة فهو من المؤكد جزء من خطط الآخرين .
و حيث إن النجاح في الحياة يعتمد على التخطيط الشخصي، وهو من الأشياء التي نحتاج إليها جميعا في حياتنا، فهو مسؤول عن تنظيم الطريق الذي سوف نسلكه حتَّى نصل إلى أيّ شيء نريده؛ ولذلك فهو يحتاج منا إلى الصدق الكامل حتى نحصل في النهاية على النتائج المرجوة فعلا .
هل نحتاج أن نخطط لحياتنا مرة واحدة ؟
قد يظن البعض أن التخطيط الشخصي أمر يجري إعداده مرة واحدة، وهذه نظرية خاطئة تماما، فنحن نحتاج إلى التخطيط الشخصي في جميع مراحل حياتنا، إذ أن في كل مرحلة تختلف العديد من الأشياء، سواء بالنسبة إلينا فيما يتعلق بطريقة التفكير، أم بالنسبة إلى الوضع الذي نعيشه وظروفنا المحيطة.
متى نبدأ التخطيط لحياتنا ؟
وبالتأكيد أيها القارئ فأنت تعلم أنه يبدأ التخطيط الشخصي عندما نتخذ القرار بتغيير نظرتنا إلى الحياة، وبأننا سوف نتخلص من حالة العشوائية التي نعيشها، مع التركيز على احتياجاتنا وأفكارنا.، ولا يشترط بالتخطيط أن يمارس بالكتابة فقط ، علما أن الكتابة هي الوسيلة الأفضل لإتمام عملية التخطيط ؛ ذلك لأنها تساعدك في العودة إلى الخطوات التي وضعتها في أي وقت، والتي سوف ترشدك في المرحلة القادمة، وتساعدك في معرفة مدى نجاح هذه الخطوات من خلال النتائج التي سوف تنعكس إيجاباً عليك .
كيف نخطط لحياتنا ؟
وإذا كنا نتكلم عن التخطيط فيجب أن نعرف أولا ما هي الجوانب التي تمثل حياتنا ويجب أن نخطط لتطويرها، أو على الأقل انجازها بنجاح ،فهناك مثلا أربعة أركان :وهي: الجانب العقلي، والجانب الروحي ،وكذلك النفسي ،والبدني ،وهناك أربعة دوائر تمثل باقي الجوانب، ولا تقل بحال أهمية عن سابقيها ،وهي: دائرة المهنة ،والأسرة ،والمجتمع، والدعوة .
فأما الجانب العقلي:
فيتمثل التخطيط لهذا الجانب: بالقراءة يوميا لمدة لا تقل عن نصف ساعة يوميا ، وهذا يستلزم منا عمل قائمة تحتوي أسماء الكتب المستهدف قراءتها بمعدل كتابين في الشهر ، وكذلك تحديد وقت القراءة ؛ حتى لا تشغلنا باقي الأشياء عنها ، وعمل ملف على الحاسوب لملخص ما قرأت ، وذلك بهدف أن تعلمه لغيرك ،كما يكون أيضا لتحديد كم الاستفادة مما قرأت.
وكذلك الاستماع المنهجي : وهو أيضا لتنمية العقل ، وهو أيضا لمدة نصف ساعة ، ويستلزم منا كتابة قائمة بالمحاضرات والدورات التي يحب أن نستمع إليها ، وفقا لأولويتها هذا العام ، ويتم تحديد وقت لهذا الاستماع .
وأيضا حضور أربع دورات سنويا ،وتشتمل الدورات محاور عدة منها الأسرة ، والناحية الاجتماعية ، والدعوة، والعمل .ويستلزم أن نحدد الدورات حسب أولوياتها ، وأيضا يجب عمل ملفات لهم وتلخيصهم ؛ حتى يتم الرجوع إليهم والاستفادة منهم وتعليمهم للغير .
الجانب الروحي :
وهي أسمى الجوانب لأنها مع الله سبحانه وتعالى ويشتمل على محورين أساسين
المحور الإيماني والمحور التعبدي:
فالمحور الإيماني مثل: معرفة الله تعالى؛ من خلال تعلم أسمائه وصفاته ؛ فنتعلمها ونعرف معانيها ، والتعامل بالأخلاق التي يستوجبها كل منها، والكتب في هذا المجال كثيرة منها لأنك الله (علي جابر)،و هنيئا لمن عرف ربه (خالد أبو شادي) . والدعاء بهذه الأسماء ، ومعرفة عبادات و أمراض القلوب ، وعمل ورد محاسبة لكل هذه الأفعال وأيضا فعل خبيئة من عمل صالح يوميا، وكذلك . صلاة الاستخارة وصلاة الحاجة.
أما الشق الثاني فهو الجانب التعبدي :
وهو الدعاء الذي يغير القدر، ثم إحسان الصلاة وإحسان صلاة الفجر خاصة؛ فيكون إحسان الصلاة بأن تكون حاضرة، وأن تكون في وقتها ،ولا تفوتك الجماعة ولا تكبيرة الإحرام وكذلك تكون في المسجد، ثم الصف الأول والتكبير والتهجير،ولا تنس السنن القبلية والبعدية ثم الخشوع والمداومة . أما الدعاء ، فنتحرى وقت قبوله مثل وقت السجود ، ووقت السحر .
وبهذا نكون قد وضحنا الخطوات العملية لجانبين من الجوانب التي يجب التخطيط لها في حياتنا لكي نصل إلى النجاح في هذه الحياة وكذلك الوصول لرضا الرحمن ، ونستكمل باقي الجوانب في حلقات قادمة قريبة فانتظرونا فنحن نأتي إليكم بكل ما يفيد في كل جوانب الحياة داعين المولى أن نكون عند حسن ظنكم .