د.اسماعيل علي
هل حقا يجب علي الإخوان المسلمين الإعتذار
…الأستاذ الدكتور إسماعيل على ..
تتعالى بعض الأصوات بأن الإخوان المسلمين قد أخطأوا حين اشتغلوا بالسياسة، وأن عليهم أن يعتذروا عن التجربة التي بلغت ذروتها حين خاضوا الانتخاباتالرئاسية في مصر بعد ثورة25يناير 2011،
وكان منهم أول رئيس مدني منتخب في مصر،
ومن قبل هذه الأصوات يروج كهنة الانقلاب العسكري وأبواقه إلى أنه لا مصالحة مع الإخوان المسلمين إلا بعد أن يعتذروا للشعب المصري
فهل ـ حقا ـ أخطأ الإخوان؟!
الواقع أن إطلاق الكلام على ذلك النحو، والتنكر لتجربة الإخوان السياسية ـ بزعم أنها فشلت وأضرّت ـ إنما هو ضرب من التضليل والتدليس
والحق أن الشعب المصري بات مدينا بكامل الاعتذار للإخوان المسلمين على ما جناه في حقهم،
وما ارتكبه من ظلمٍ لهم، حين أيدت شريحة من الشعب البغي عليهم بيد البُغاةِ الانقلابيينِ، والأجهزة والمؤسسات المعاونةِ لهم ..
أما دعوةالإخوان المسلمين فلسوف تبقى دعوة إسلامية إصلاحية رائدة في العالم الإسلامي، متميزة بأصالة ووسطية واعتدال منهجِها،
تقتفي منهاج النبوة، وتهدف إلى إصلاح الدنيا بالدين.
إن للإخوان دينا وجميلا يطوق عنق كل مصري
إن كل شبر ومؤسسة ومكان في أرض الكنانة سوف يظل شاهدا على أن الإخوانَ المسلمين هم من خيرة وأبر من أنْجبت مصر، وسوف يظل شاهدا كذلك على عطائهم الفياضِ لوطنهم وقومهم، مِن غير انتظار جزاء أو شكور إلا من الله جل وعلا ..
فلتسألوا المستشفيات والجمعيات والقوافل الطبية التي كان يقيمها “الإخوان”، وطالت كل قرية وحيٍّ ومدينة لتواسيَ البائسين، وتمسحَ آلام الموجوعين ..
وكذلك سلوا النقابات المهنيةَ التي حوَّلها “الإخوان” إلى مراكزَ لخدمة أبناء كلِّ مهنة، وحلِّ مشكلاتهم.
سلوا القرى والأحياءَ عن قوافل ومشروعاتِ التكافلِ والتراحم، مثل شنطةرمضان، ولحوم الأضاحي، والحقيبة المدرسية للفقراء، وإعانات الفقراء والمعوزين …
وسلوا البرلمان عن تفاني أعضائه من “الإخوان المسلمين” في خدمة الشعب المصريِّ بكل أطيافه،
سواء أكان في مجال سن القوانين، أم في المجال الخدمي أم في المجال الرقابي على أداء الحكومات والمسئولين، ومقاومة منظومة الفساد، والعمل على تحقيق صالحِ الوطنِ والمواطنين ..
سلوا النصارى عما نعِموا به مِن التسامح، والإحسان الذي أغدقه عليهم “الإخوان المسلمون” ـ تطبيقا لأحكام #الشريعة_الإسلامية التي يقوم عليها مشروعهم ـ .
وسلوا مساجدَ مصرَ عن الأنشطة الدعوية والروحية والعلمية والخيرية والاجتماعية التي نمتْ وازدهرتْ بأيدي شبابِ وشيوخِ ورجالِ ونساءِ وعلماءِ “الإخوان المسلمين” ..
سلوا شعب مصر كيف كان “الإخوان” ـ وقت حكم الرئيس الشرعيِّ “محمد مرسي” يعملون كنّاسين في الشوارع وحمّالين للقمامة، وموزِّعين لأنابيب الغاز ورغيف الخبز على الشعب … إلخ هذه الأعمال العظيمة؛ بينما أكثرُ الأطياف السياسية كانت تجلس في مقاعد إدارة الدولة !!!
هل حقا يجب علي الإخوان المسلمين الإعتذار
وبعد كل هذا التفاني في العمل والإصلاح يجازى “الإخوان المسلمون” بأشد وأقسى أصناف العقوبات، ويقابلون بالجحود والنكران، وتلفّق لهم التهم الرخيصة كالإرهاب ونحوِه، ثم يطلب منهم الاعتذار !!!!
إن “الإخوان المسلمين لم يغرِقوا الشعب المصري في عبارات ..
ولم يحتكروا الحديد والأسمنت، وأقواتَ المصريين ..
وهم أيضا لم يتاجروا في الأغذية الفاسدة والمسرطنة ..
ولم يديروا مافيا أكياس الدم الفاسدة التي افتضح أمرها أواخر حكم المخلوع #مبارك !!!
وأيضالم يستولوا على أراضي الدولة أو يأخذوها مجاملة من الحكومة مثل كثيرين من الفاسدين الموجودين إلى الآن ..
ولم يأخذوا قروضا من أموال البنوك ويهربوا بها، أو يتهربوا من سدادها ..
إن الإخوان لم يفجروا كنيسةالقديسين، ولم يفجروا مديرية أمن الدقهلية الذي دبّرتْه أجهزة ما
ولم يقتلوا من المصريين الآلاف كما يفعل عساكر وشرطة الانقلاب، ولم يجعلوا القضاء وسيلة للانتقام من معارضيهم ..
و كذلك لم يغلقوا القنوات والصحف المعارضة، ويشردوا ويعتقلوا العاملين فيها، ولم يصادروا رأيا أو يضطهدوا معارضا
هل لأن الإخوان أسهموا مع الشرفاء في إبعاد نظام “مبارك” الفاسد عن الحكم، ومارسواحقهم المشروع ـ بل واجبهم المنتظر منهم ـ فتقدموا مثل بقية خلق الله بمرشح رئاسيٍّ واختاره الشعب؛ يستحقون كل هذا الظلمِ والجحود والانتقام ؟؟؟!!!
أما التجربة السياسية للإخوان المسلمين فكانت فريدة في فيما أنجزته، وقدمته لمصر، بقيادة الرئيس محمد مرسي يرحمه الله
والذي كان له تاريخ سياسيّ حافل قبل الإطاحة بمبارك في 2011؛
حيث كان قد أبلى بلاء حسنا وحقق من الإنجازات في عامٍ واحدٍ ـ على المستوى الاقتصادي والتعليمي والصناعي