هل تنجح محاكمة الصهاينة
هل ستتمكن محكمة العدل الدولية من إدانة الإحتلال الصهيوني كمجرم حرب
رفعت جنوب أفريقيا في 29 ديسمبر/كانون الأول دعوى قضائية ضد دولة الإحتلال في محكمة العدل الدولية، بلاهاي متهمة إياها بارتكاب جرائم إبادة جماعية في حق سكان قطاع غزة،
كذلك طالبت المحكمة بأخذ إجراءات من أجل حماية الفلسطينيين خلال الحرب الوحشية التي يخوضها الاحتلال ضد القطاع منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وتؤكد جنوب أفريقيا في الدعوى المؤلفة من 84 صفحة أن “أفعال دولة الإحتلال وأوجه تقصيرها .. تحمل طابع إبادة لأنها مصحوبة بالنية المحددة المطلوبة (…) لتدمير فلسطينيي غزة كجزء من المجموعة القومية والعرقية والإثنية الأوسع أي الفلسطينيين”.
كما تشير الدعوى أيضا إلى أن سلوك دولة الإحتلال”من خلال أجهزة الدولة ووكلاء الدولة وغيرهم من الأشخاص.. والكيانات التي تعمل بناء على تعليماتها أو تحت توجيهها أو سيطرتها أو نفوذها”.. وهو ما يشكل انتهاكا لالتزاماتها تجاه الفلسطينيين في غزة بموجب اتفاقية الإبادة الجماعية.
كذلك للمفارقة التاريخية كانت جنوب أفريقيا شريكا قويا لدولة الإحتلال وصنوا لها في تطبيق نظام الفصل العنصري (الأبرتايد).. واليوم باتت الدولة التي تخلصت من إرثها العنصري خصما قانونيا لتل أبيب في محكمة العدل الدولية .. ذلك بتهمة الإبادة الجماعية في غزة،..كذلك وتعد هذه المرة الأولى التي تجري فيها مقاضاة دولة الإحتلال على الانتهاكات التي ترتكبها في حق الشعب الفلسطيني.
هل تنجح محاكمة الصهاينة
أيضا وذكرت الدعوى كذلك أن دولة الإحتلال”فشلت في منع الإبادة الجماعية .. وفشلت في مقاضاة التحريض المباشر والعلني على الإبادة الجماعية”.. وبالمقابل، أعلنت دولة الإحتلال قبولها المثول أمام المحكمة لمواجهة ما أطلقت عليه “الاتهامات السخيفة التي لا أساس لها”..كذلك التي وجهتها لها جنوب أفريقيا وستحضر الجلسات يومي 11 و12 يناير/كانون الثاني الجاري
كما أكدت معظم المنظمات الحقوقية وذات الطابع الإنساني والإغاثي مثل منظمة العفو الدولية.. ومنظمة هيومن رايتس ووتش وأطباء بلا حدود ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) .. ومنظمة الصحة العالمية، والصليب الأحمر الدولي .. كذلك على الطابع الإجرامي للأعمال العسكرية لدولة الإحتلال ضد السكان المدنيين.. وحتى ضد موظفي الهيئات الدولية.
إذا وبناء على ما تم توثيقه ونقله صوتا وصورة بشكل مباشر.. يرى خبراء ومحللون أن دولة الإحتلال نفذت الإبادة الجماعية في غزة بعناصرها المتكاملة بالنظر إلى حجم التفجيرات المدمرة .. أيضا والتي تم تصويرها والاستهداف المباشر للسكان بشكل مكثف (بقصد التهجير) .. كذلك وعمليات القتل والحصار والتعذيب الجماعي الجسدي والنفسي وتدمير المنازل ومراكز الإيواء.. أيضا وتدمير أو قطع أسباب الحياة الرئيسية عن قصد، بما فيها المياه والكهرباء والوقود والاتصالات.
كذلك ويرى خبراء في القانون أن ارتكاب فعل الحصار الخانق والمنع الكلي أو الجزئي لدخول المساعدات الإنسانية الغذائية والطبية..أيضا وما تم توثيقه من هجمات مقصودة ومدبرة على المستشفيات وسيارات الإسعاف وغرف الإنعاش ..ووفاة المرضى والأطفال بسبب استحالة علاجهم .. أيضا والتهجير الممنهج والقسري للغزيين إلى الجنوب يدخل ضمن سياق الإبادة الجماعية.