إن انبهار الناس بمظاهر الترف لدى بعض الأشخاص أو فى بعض الأماكن وارتباط الترف عندهم أنه مظهر حضارة ورقى الأمم وقد ساهم الإعلام فى إظهارالمجتمع أنهم منعمون بشتى صنوف النعم يعيشون حياة العبث واللهو ينفقون أموالهم بدون حساب
وهذا على عكس الحقيقة فيقتل النخوة فى الشباب فتجد هم يسعون جاهدين أن تكون حياتهم كأبطال هذه الأفلام فى ترف ولهو وإلا يأس من الحياة وأقدم على الانتحار وهذه صناعة الشاب الخاوى داخليا من الإيمان بالله لا يعلم هدفه وأن عليه أن يسعى فى الحياة وأن سعيه يراه الله ويأجره عليه .
قد يقول البعض أن هناك أغنياء ويؤدون حق الله عليهم نعم هناك أغنياء أتقياء لا ليس هؤلاء من نتحدث عنهم إنما نتحدث عن الترف الذى يقسى القلب و ينسى الآخرة عن قوم نشأوا منعمين مال وخدم وراحة حتى تكاسلت نفوسهم
وظنت أن ما هم فيه نعيم لا يفنى فرتعت أنفسهم فى الفسوق والمعاصى وهتكت القيم والمبادىء وفتن بهم عامة الناس فنقموا على حياتهم
فإن لم يأخذ على أيديهم نشروا الفواحش ورخصوا القيم فتضعف الأمة وتميل إلى الدعة والاسترخاء فيحل عليها العذاب لأن الأصل أن الإنسان خليفة فى الأرض مكلف لم يخلق للكسل والاسترخاء وهذا ما بينته الآيات من عاقبة الترف إذ يقول تعالى
{ {وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا متْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيراً} } [الإسراء:16].
هلاك الأمم بالترف
كما أمرهم بالطاعة و بحق الله فى أموالهم فأبوا إلا المعصية والطغيان .. كذلك والسؤال هنا لماذا يهلك قرية بأكملها بمعاصى فئة منها ؟.. ذلك لأن أهل القرية لم يأخذوا على أيدى المترفين فيكفوهم عن طغيانهم .. ويذكروهم بنعم الله عليهم بل ونجد من يفتن بهم .. أيضا فمنهم من نقم على حياته ومنهم من سرق ونهب حتى يعيش مثلهم فاستحقوا جميعا العذاب .
إذ يقول تعالى :” {وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مصْلِحُونَ[117]} “
كذلك فوجود المصلحين دليل على خيرية الأمة .. ولنتأمل الأمم السابقة كيف كانت النجاة للمصلحين والهلاك لهؤلاء المترفين .. أيضا أنظر إلى قصة قوم ثمود الذين كانوا ينتحتون من الجبال بيوتاً ليست للسكنى .. إنما للترف والرفاهية .. إذ يقول تعالى
:” {إِذۡ قَالَ لَهُمۡ أَخُوهُمۡ صَٰالِحٌ أَلَا تَتَّقُونَ (142) .. إِنِّي لَكُمۡ رَسُولٌ أَمِينٞ (143) فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُونِ (144)} .. {وَتَنۡحِتُونَ مِنَ ٱلۡجِبَالِ بيوتٗا فَٰرِهِينَ (149) فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُونِ (150) .. وَلَا تطِيعُوٓاْ أَمۡرَ ٱلۡمُسۡرِفِينَ (151) .. ٱلَّذِينَ يفۡسِدُونَ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَلَا يصۡلِحُونَ (152)} ” [سورة الشعراء ]
أيضا ذكرهم بنعم الله عليهم أتظنون أنكم مخلدون فى النعم والرخاء .. كذلك وأنكم غير محاسبين عليه .. كما نهاهم عن طاعة من أسرفوا على أنفسهم .. ووصفهم أنهم مفسدون لأن حياة السرف والترف تفسد الفطرة وتغلظ القلب .. أيضا فلا تجد الهداية سبيلاً إلى قلوبهم .. كذلك و لا تخلق أمة قوية تتصدى لأعدائها وإنها لسنة الله التى لن تتبدل مهما اختلف المكان والزمان
كما قال الله تعالى :” {وَمَآ أَرۡسَلۡنَا فِي قَرۡيَةٖ مِّن نَّذِيرٍ إِلَّا قَالَ متۡرَفُوهَآ إِنَّا بِمَآ أرۡسِلۡتُم بِهِۦ كَٰفِرُونَ (34) وَقَالُواْ نَحۡنُ أَكۡثَرُ أَمۡوَٰلٗا وَأَوۡلَٰدٗا وَمَا نَحۡنُ بِمعَذَّبِينَ 35 } “..