نظام هوندت الانتخابي في تركيا
إذا يتم انتخاب أعضاء الجمعية الوطنية الكبرى لتركيا البالغ عددهم 600 عضوًا عن طريق التمثيل النسبي للقائمة الحزبية في 87 دائرة انتخابية،
ذلك بطريقة هوندت . لأغراض الانتخابات التشريعية، تعمل 77 محافظة من أصل 81 مقاطعة في تركيا كمقاطعة واحدة
كما تعتمد تركيا في الانتخابات البرلمانية نظام “هوندت” للتمثيل النسبي، والذي يسعى للمواءمة والتوازن بين دقة التمثيل واستقرار البرلمان.
بينما هذا النظام، الذي أوجده الرياضي البلجيكي فكتور هوندت يعتمد على قسمة عدد الأصوات التي حصل عليها كل حزب سياسي في كل دائرة انتخابية على حدة على الأرقام بشكل تصاعدي،
ذلك بدءاً من الرقم واحد وحتى عدد النواب المطلوب انتخابهم في تلك الدائرة،
ثم توزيع مقاعد تلك الدائرة على الأحزاب السياسية باختيار الأرقام الأعلى التي نتجت عن عملية القسمة
نظام هوندت الانتخابي في تركيا
كما أن هذه الطريقة المعقدة نسبيا، التي تستخدمها إضافة لتركيا دول أخرى من بينها عدة بلدان أوروبية،
حيث يضاف لها “عتبة انتخابية” مطلوب من الأحزاب السياسية تخطيها لدخول البرلمان.
أيضا الهدف النظري من هذه العتبة (أو الحاجز) هو ضمان وجود كتل نيابية كبيرة في البرلمان، مما يساعد على الاستقرار،
غير أنها استخدمت في كثير من الأحيان لمنع تيارات بعينها من دخول البرلمان لا سيما بعد انقلاب 1980 وفي مقدمتها الأحزاب الإسلامية والكردية،
إذ هي تخدم الأحزاب الكبيرة على حساب الأحزاب الصغيرة
بعد اعتماد النظام الرئاسي في البلاد، وفي ظل حاجة الرئيس المنتخب للحصول على أكثر من 50% من أصوات الناخبين،
أيضا وعدم قدرة أي من الأحزاب على تخطيها بمفرده، تبدت الحاجة للتحالف بين الأحزاب، وقد أقر ذلك قانونا عام 2018.
وقد كان من نتائج هذا التعديل أن زادت أهمية الأحزاب الأصغر حجما في المعادلة السياسية الداخلية لحاجة الأحزاب الأكبر لها في الانتخابات.
في أبريل/نيسان من العام الماضي، أقر البرلمان مشروع قانون لتعديل قانون الانتخاب تقدم به تحالف الجمهور المكوّن من العدالة والتنمية والحركة القومية،
شمل ضمن بنوده تخفيض العتبة من 10% إلى 7%، وإلغاء وجود كتلة برلمانية من شروط مشاركة الأحزاب في الانتخابات،
كذلك وحساب الفائزين بمقاعد البرلمان وفق نتيجة أحزابهم -وليس التحالف ككل- في كل دائرة انتخابية على حدة.