الزواج في بعض معانية هو رابطة شرعية علنية تجمع بين شخصين متحابين معا بصورة رسمية، وينظمه مجموعة من القوانين والعادات والأعراف التي تحدد حقوق وواجبات الزوجين، وتنظم عدة وظائف اجتماعية، وتلبي الاحتياجات الشخصية كالمودة والرفقة، وتتمثل وظيفتها الأقوى في الإنجاب ورعاية الأطفال، وتعليمهم وحمايتهم في ظل أسرة متحابة.
و تكلمنا سابقا عن الأسرة وكونها آية خلقها الله عز وجل وبينا غرض وجودها وسر ترابطها ، وتكلمنا عن الأزمات والعقبات التي تواجه أي أسره وتجعل من الدوام والاستمرار شبه مستحيل ، واليوم سنتطرق في هذا المقال لتجنب الانفصال النفسي بين الزوجين ، وكيف يمكن للزوجين تخطي العقبات ، ومن ثم الاقتراب أكثر وحسن العشرة .
ولكي تكتمل الصورة يجب أن نتذكر سريعا أسباب البعد أصلا بين الزوجين
فما هي أسباب البعد بين الزوجين ؟
الإهانات سواء باللفظ أو التطاول الجسدي .
فرض المرأة سيطرة على الرجل
سوء المعاملة لأهل الطرف الأخر .
التعامل بتعالي وازدراء .
عدم طاعة الزوجة لزوجها .
كثرة الأوامر من الزوج والرفض المتكرر.
عدم احتواء الزوج لزوجته ومراعاة مشاعرها .
عدم تقدير الزوجة لزوجها والعكس .
كثرة اللوم والنقد من الطرفين .
كلها أسباب تؤدي للبغض وسوء العشرة والبعد النفسي بين الزوجين ، والرغبة في الانفصال حيث يبدأ بالانفصال النفسي ثم يتطور ويتحول إلى انفصال جسدي وحقيقي بسبب كثرة الأزمات .
ولكن هناك بعض الأمور التي إن راعاها الجميع ووضعوها في الاعتبار قد تعيد للحياة صفوها ، وقد يستعيد الزوجان الحب من جديد واستكمال الحياة معا .
نصائح ذهبية للزوجين :
من المؤكد أن الاهتمام بكل من نقاط القوة والضعف في العلاقة الزوجية من شأنه أن يعود بالفائدة على جميع أفراد الأسرة، فالتسامح والالتزام والارتباط والتضحية والمشاركة في صنع القرار هي أهم عناصر القوة في العلاقات الزوجية، ومن الناحية الأخرى يقابلها سوء التواصل، والبعد العاطفي، والصراعات الزوجية، وعدم الاحترام المتبادل بين الزوجين هي أهم العناصر التي تضعف هذه العلاقة ، إذ يجب عليهما العمل والتركيز على هذه العناصر في وقت واحد لضمان سلامة علاقتهما الزوجية.
وإليكم بعض النصائح التي تساهم في تقوية العلاقة بين الزوجين وتحسين نوعية الحياة العاطفية بينهما :
تجنب الألفاظ الجارحة
لا توجد حياة بلا اختلاف ،وذلك بسبب اختلاف الطباع والسلوكيات ولكن عند النقاش حول الأمور المختلف عليها يجب الالتزام بقواعد الآداب في الحوار وعدم استخدام الألفاظ الجارحة للطرف الأخر، وإذا احتدم النقاش تم وقفه بقرار واستئنافه في وقت لاحق تكون هدأت فيه العاصفة .
حسن الاستماع والإصغاء:
مجرد الاستماع للطرف الأخر هو مشاركتك له فيما يمر به من أزمات ، دون إبداء أراء أو تقديم نصائح هو قد لا يحب سماعها في وقت انفعاله ، إلا إذا استشعرت انه يحتاج لرأيك وقتها أبديه ، أما في الغالب هو يحتاج أن تشاركه فقط بالإنصات الجيد والتفهم لمشاعره فقط والأخيرة هي أهمها على الإطلاق .
ضرورة تخصيص وقت للشريك الأخر:
من اخطر ما تمر به أي علاقة سواء صداقه أو قرابة أو زواج هو عدم استشعار كل طرف بأنه له وقت في حياة الأخر ، وأخطرها على الإطلاق هو عدم استشعار الزوجة أو الزوج انه له وقت عند الطرف الأخر ، كارثة تؤدي إلى البعد النفسي ومنه إلى البعد المادي ، والاهم هو معرفة أن هذا الوقت ليس الوقت المخصص لأداء المهام الأخرى التي يكون أهمها هو وقت الحقوق الشرعية للزوجين، وهي الكارثة التي يقع فيها الغالبية العظمى من البشر ، حيث يعتقدون أن هذا الوقت هو وقتا كافيا مخصصا للطرف الأخر .
إيجاد الحلول للمشاكل التي تتعرض لها الأسرة :
إذا تعرضت الأسرة لمشكلات يجب الجلوس سريعا وحلها بالورقة والقلم، بما يتناسب مع الطرفين ؛ أي بحلول وسطية تتناسب مع طبيعة كل من الزوجين وفقا لتربيته ونفسيته واحتياجاته ، وأكيد سيصلان للمناطق المشتركة ، فالمشاكل تحل إما بتنازل الطرفين كل بجزء من احتياجاته، أو بالتوافق حول مفاهيم وقواعد تؤسس للسير عليها حتى لا تقف الحياة ، واهم من إيجاد الحلول هو الالتزام بها والصدق في تنفيذها حتى تستمر الحياة .
هذه نصائح ذهبية للزوجين إذا تم العمل بها بإذن الله وتوفيقه ستسير الحياة وفقا لما هو مرغوب منها وفيها بالمودة والرحمة والتوافق ، والله سيرزقهما بالسعادة التي يبحث عنها الزوجين منذ بداية الحياة .