نحن أمة تمرض لكن لن تموت
د.حسين غازي السامرائي_ عضو الهيئة العليا للمجمع الفقهي العراقي
نحن ولله الحمد أمة تمرض ولا تموت
وتاريخنا خير شاهد
في غزوة الأحزاب هاجمت القبائل العربية متحالفة مع اليهود المدينة المنورة ليستأصلوا شأفة المسلمين فصار المسلمون يعانون من حصار وجوع وبرد وماذا بعد ؟ زالت الغمة وعاد الدين أقوى
بعد وفاة النبي مباشرة تمردت القبائل واشرأب الكفر والنفاق فتصدى لهم الصحابة بقيادة أبى بكر خير من وطأ الثرى بعد الأنبياء والمرسلين وعاد الدين بعد هذه الفتنة أقوى مما كان
وبعد عدة قرون هاجم الصليبيون الأمة الإسلامية من الغرب وهاجمها التتار من الشرق
واحتل الصليبيون فلسطين والقدس وارتكبوا جرائم حرب لكن المسلمين لم يتركوا بيت المقدس بل أعدوا العدة وطردوهم بعد واحد وتسعين سنة
التتار الذين أثاروا الرعب في قلوب العالم كله لدرجة أن انتشرت مقولة من قال لك أن التتار انهزموا فلا تصدقه وكانت أول هزيمة لهم على أيدي المسلمين في عين جالوت وحدثت المفاجأة الكبرى لقد دخل العدو الإسلام فصاروا مسلمين
اخواتي من لايعرف تاريخه لايفهم حاضره ولا يبنى مستقبله
النصر قادم لامحاله كما اخبرنا الصادق عليه الصلاة والسلام
رغم كل العقبات والظلمات والحواجز
نحن أمة تمرض لكن لن تموت
ولكن علينا ان نعد العده ونتوكل على الله ونلح في الدعاء هذا لا يعني أبدًا القعود وترك الأمر بحجة أن المعركة قادمة والنصر قادم لا.. فالنصر ليس هبة للقاعدين والكسالى بل النصر هبة من الله – عز وجل – للمجاهدين والمضحين والصابرين والمرابطين، قال – عز وجل : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا الله لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) آل عمران
فالرسول – صلى الله عليه وسلم – كان موعودًا بالنصر حتى إنه في مكة -كما في صحيح البخاري- كان يقول لأصحابه: “والله ليَتِمَّنَّ هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله والذئب على غنمه ولكنكم تستعجلون”
ومع ذلك في معركة بدر لما رأى النبي – صلى الله عليه وسلم – قوة العدو وبأسه وكثرته وقلة أصحابه
نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المشركين وهم ألف وأصحابه ثلاثمائة وتسعة عشر رجلا . فاستقبل نبي الله صلى الله عليه وسلم القبلة . ثم مد يديه فجعل يهتف بربه ( اللهم ! أنجز لي ما وعدتني . اللهم ! آت ما وعدتني . اللهم ! إن تهلك هذه العصابة من أهل الإسلام لا تعبد في الأرض ) فما زال يهتف بربه ، مادا يديه ،
أيضا مستقبل القبلة ، حتى سقط رداؤه عن منكبيه . فأتاه أبو بكر . فأخذ رداءه فألقاه على منكبيه . ثم التزمه من ورائه .
وقال : يا نبي الله ! كذاك مناشدتك ربك . فإنه سينجز لك ما وعدك .
فأنزل الله عز وجل : { إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أني ممدكم بألف من الملائكة مردفين } الأنفال الراوي: عبدالله بن عباس و عمر بن الخطاب