نبوءة زوال الإحتلال
لم يكن اجتياح المقاومة الفلسطينية يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول الجاري غلاف غزة ومستوطناتها على امتداد 45 كيلومترا ومشاهد الهلع والفرار الجماعي للمستوطنين وعجز الجيش الصهيوني مجرد معركة عسكرية رابحة فقط،
فمفاعيل تلك المعركة تشير إلى تآكل بنية وجود المحتل من خلال هروب الصهاينة الكثيف إلى الخارج
ذلك تحت وطأة المشاكل الداخلية العويصة أيضا ونبوءات متوارثة ومخيفة عن زوال قريب.
ويشير دخول الصهاينة إلى دائرة النزوح وسقوط صواريخ المقاومة في تل أبيب وجنوب القدس
كذلك وتعطيل جلسات أعضاء الكنيست وهروبهم إلى الملاجئ بالصورة القاتمة إلى زيف مقولة الأمن والاستقرار،
ويعطي انطباعا عما قد يحصل للصهاينة مستقبلا،
فباتوا يتفقدون جوازاتهم البديلة المكتسبة بحكم جنسياتهم الأصلية القديمة أو تلك التي حصلوا عليها لاحقا لاستخدامها عند الضرورة.
لا استقرار على الأرض
استنادا إلى طروحات دينية وقومية وجغرافية وتاريخية للحركة الصهيونية اعتمدت العقيدة الأمنية الصهيونية على معطى أساسي،
أيضا وهو تحقيق الأمن والاستقرار والازدهار لشعب قليل العدد يواجه أغلبية مناهضة لوجوده.
وتشير ظاهرة الهجرة العكسية المتزايدة إلى انكسار أسباب الاستقرار المبنية على الأمن، فبالنسبة للكثيرين لم تعد إسرائيل دولة آمنة
كذلك ولا يتوفر فيها عنصر الاستقرار الأمن ومبررات البقاء والمستقبل الذي ينشدونه مع التآكل المتسارع لنظريتها الأمنية، وذلك تبعا لما يلي:
لم تعد المواجهات العسكرية محدودة، بل أصبحت ضربات المقاومة تستهدف كل إسرائيل وبشكل موجع.
أصبحت المواجهات متواترة، والخسائر الصهيونية في ارتفاع تدريجي.
عدد القتلى والجرحى في ازدياد متواصل، ولم يعد أحد بمنأى عن ذلك.
لم تعد القوة العسكرية أو الاستخباراتية الصهيونية قادرة على تجنيب الإسرائيليين الموت.
فقد الجيش الصهيوني قدرة الردع، وظهرت حقيقة ضعفه.
قتلت آفاق السلام الذي كان مشجعا للبعض على البقاء أو القدوم.
زيادة قوة “الحزام المعادي للكيان”، حيث أصبح يشكل تهديدا وجوديا لها.
تفاقم المشاكل الداخلية الصهيونية سياسيا وانعكاسها على الوضع الاقتصادي والأمني.
سيطرة اليمين على مفاصل السلطة واعتماد سياسة عنصرية متطرفة مثّلا عنصرا طاردا.
أدت الأوضاع الداخلية والخارجية إلى زيادة منسوب التشاؤم والإحباط لدى الصهاينة .
نبوءة زوال الإحتلال
كما أنه في رد فعلها الهستيري على خسائر اليومين الأولين من حرب أكتوبر 1973 عبرت رئيسة الوزراء غولدا مائير عن خوفها بالقول “هذا خراب الهيكل الثالث”، مستحضرة نبوءة قديمة عن زوال الممالك اليهودية
أيضا وتؤمن أغلبية القيادات الصهيونية والجمهور الصهيوني بلعنة عقد الثمانين،
حيث تشير الروايات الصهيونية إلى أن أغلبية ممالك بني إسرائيل بعد النبي سليمان انهارت خلال العقد الثامن، فيما سيحل هذا العقد الثامن سنة 2027،
أي أن عمر الكيان لن يدوم أكثر من 80 عاما وسيكون قبل 14 مايو/أيار 2028، إذ تأسس الكيان يوم 14 مايو/أيار 1948.
وإذا كانت هذه النبوءة تعيد الانهيار إلى أسباب داخلية فإن الأزمة غير المسبوقة التي تشهدها المؤسسات الصهيونية
ذلك في ظل حكومة بنيامين نتنياهو المتطرفة والانقسام غير المسبوق في المجتمع الصهيوني وحالة التوتر والإحباط والخشية من “تفكك الهوية” والقلق الوجودي،
إضافة إلى الحرب بمفاعيلها غير المسبوقة تدفع الصهانية إلى البحث عن ملاذات أخرى آمنة،
أيضا ومن المرجح أن ترتفع موجات الهجرات العكسية بوتيرة غير مسبوقة بناء على تلك النبوءات التي تثير رعب الصهاينة والتي يعززها الواقع.