منازل السير إلى الله “اليقظة ” ج٢
إذا تواصل معنا عبر واتساب على رقم “00905496635322” لعرض سؤالك
كذلك ننقل لكم ما يقول ابن القيم في مدارج السالكين
منزل اليقظة اول منازل السائرين في فلك إياك نعبد وإياك نستعين
التي ينتقل فيها القلب منزلة منزلة في حال سيره إلى الله
كذلك وقد أكثر الناس في صفة المنازل وعددها، فمنهم من جعلها ألفا، ومنهم من جعلها مائة، ومنهم من زاد ونقص، فكل وصفها بحسب سيره وسلوكه.
فأول منازل العبودية اليقظة وهي انزعاج القلب لروعة الانتباه من رقدة الغافلين، ولله ما أنفع هذه الروعة، وما أعظم قدرها وخطرها، وما أشد إعانتها على السلوك! فمن أحس بها فقد أحس والله بالفلاح، وإلا فهو في سكرات الغفلة فإذا انتبه شمر لله بهمته إلى السفر إلى منازله الأولى، وأوطانه التي سبي منها
منازل السير إلى الله “اليقظة ” ج٢
فحي على جنات عدن فإنها … منازلك الأولى وفيها المخيم
ولكننا سبي العدو فهل ترى … نعود إلى أوطاننا ونسلم
فأخذ في أهبة السفر، فانتقل إلى منزلة العزم وهو العقد الجازم على المسير
كذلك ومفارقة كل قاطع ومعوق، ومرافقة كل معين وموصل، وبحسب كمال انتباهه ويقظته يكون عزمه، وبحسب قوة عزمه يكون استعداده.
فإذا استيقظ أوجبت له اليقظة الفكرة وهي تحديق القلب نحو المطلوب الذي قد استعد له مجملا، ولما يهتد إلى تفصيله وطريق الوصول إليه
أخطر مرض يصيب الإنسان في الدنيا: أن يكون غافلاً عن الله، غافلاً عن نهاية الحياة