مصر ومنطقة القرن الإفريقي
مع اكتمال بناء السد الإثيوبي وإمداد مصر الصومال بالأسلحة..هل يحدث تصعيد بالمنطقة؟
أثار النزاع بين مقديشو وأديس أبابا مخاوف كبرى بشأن استقرار منطقة القرن الأفريقي وقد دعت دول ومنظمات دولية عدة إلى احترام سيادة الصومال.
وتعززت تلك المخاوف بعد إرسال القاهرة مساعدات عسكرية إلى البلد الغارق في الفوضى بسبب هجمات حركة الشباب “المصنفة إرهابية لدى الولايات المتحدة ودول أخرى”، وسط تحذير إثيوبي من “تفاقم التوترات في القرن الأفريقي”.
ووصف سفير الصومال في مصر، علي عبدي، شحنة المعدات العسكرية التي أرسلتها القاهرة إلى بلاده بأنها “كبيرة”، دون مزيد من التفاصيل.
وبحسب بيان نشرته وسائل إعلام محلية، فإن مصر ستكون أول دولة تنشر قوات في الصومال بعد انسحاب البعثة الإفريقية الحالية “أتميس”.
ومن جانبه، لا يتوقع العروسي “أي تصعيد من مصر أو السودان تجاه إثيوبيا”.
ويقول:” لا توجد أي حاجة أو داعي لذلك، وفي كل الأحوال إثيوبيا مشغولة بالتنمية”.
والتصعيد لن يخدم أي طرف، والحل الأمثل هو “التعاون والقبول بالأمر الواقع، والتنمية والنهضة لإثيوبيا ودول الجوار”، وفق النائب البرلماني الإثيوبي.
ويتفق معه حسن الذي يؤكد “عدم وجود سبيل لحل الأزمة سوي بالعودة لاستكمال المفاوضات من حيث توقفت وصولا لاتفاقية ترضى جميع الأطراف ويكون الكل كاسبا ومستفيدا”.
ويرى المحلل السياسي الإثيوبي أن “السياسة المصرية قائمة على رده فعل فيما يتعلق بإثيوبيا”.
وإرسال مصر لمعدات عسكرية للصومال هو ردة فعل لـ”موضوع سد النهضة، وتوقيع جنوب السودان اتفاقية عنتيبي، وتوقيع مذكرة التفاهم بين إثيوبيا و(أرض الصومال)”، وفق حسن.
وفي 8 يوليو صادقت دولة جنوب السودان على اتفاقية الإطار التعاوني لحوض النيل، المعروفة إعلاميا باسم “اتفاقية عنتيبي”.
وفي 14 مايو 2010 وقعت دول إثيوبيا وتنزانيا وأوغندا ورواندا على اتفاقية الإطار التعاوني لحوض النيل، ثم انضمت كينيا وبوروندي إلى الاتفاقية لاحقا.
مصر ومنطقة القرن الإفريقي
وتعارض مصر والسودان اتفاقية الإطار التعاوني لحوض النيل.. أيضا وتتمسكان باتفاقيات 1902 و1929 و1959 التي ترفض الإضرار بدول المصب.. كما تقر نسبة 55.5 مليار متر مكعب من مياه النيل لمصر، ونسبة 18.5 مليار متر مكعب للسودان.
وفي الوقت ذاته يستعبد حسن حدوث “أي تصعيد بمنطقة القرن الأفريقي خلال الفترة القادمة”.
ويشير المحلل السياسي الإثيوبي إلى أن “كل ما عدا (التفاوض) هو مضيعة للوقت والجهد والمال”.
لكنه يقول أيضا:” إذا حدث أي أمر فإثيوبيا مستعدة لاتخاذ الخطوات المناسبة”.
ومن جهته، يرى مجذوب أن “الردود القانونية والشكاوى للجهات الأممية .. أيضا هي الطريقة الوحيدة المتاحة لحل الأزمة.. وكذلك العودة للتفاوض بين إثيوبيا ومصر والسودان”.
وفيما يتعلق بـ”سيناريوهات الرد العنيف، فهي غير متوفر، لأن المنطقة مشتعلة بالفعل”.. ذلك حسبما يشير الخبير الاستراتيجي السوداني.
كذلك وتوجد حرب دائرة حاليا السودان وفيها ما يكفيها .. ومصر تدخل في مشروعات اقتصادية كبيرة .. وبالتالي “أي عمل عسكري” سيؤثر عليها بشكل كبير، حسبما يوضح مجذوب.
وعلى جانب آخر، لا يستعبد عيد حدوث “تصعيد” بمنطقة القرن الأفريقي .. ذلك باعتبار سد النهضة “مسألة تهدد الأمن القومي المصري”.
أيضا والتحرك المصري الأخير في الصومال، قد يقابله “رد فعل من إثيوبيا”.. كذلك والأيام القادمة سوف تكشف مدى احتمالية وقوع “تصعيد” بين الجانبين.. ذلك وفق الباحث بشؤون الشرق الأوسط.