كيف تنكر انت حجّية السنة النبوية وقد أوجب الله تعالى.. طاعة نبيه صلى الله عليه وسلم فيما يقرب من مائة آية،.. فمن ذلك قوله تعالى ..{مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا }..، وقوله {فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}.
فما جدوى الأمر بطاعة الرسول إن كان بوسعنا الاكتفاء بما جاء في القرآن؟…! ثم إنه من المعلوم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يبين بأقواله وأعماله… ما ينبغي للناس فعله إزاء الحوادث والوقائع، يستقيه من الوحي أو بالاجتهاد ..الذي يقومه الوحي، وحكم بين الناس في كثير من قضاياهم بأحكام …لم يرد تفصيلها في القرآن الكريم، فكيف تستقيم هذه الحقائق مع هذه الدعوة.
مسلسل انكار السنه
كذلك احتجوا لمسلكهم بأن السنة فيها الموضوع والضعيف،… وقولهم هذا حجة عليهم، فكيف علمنا بالضعيف والموضوع لولا أن السنة معصومة، كما يقول الشاطبي في الاعتصام.
كذلك وكما أن القرآن حفظه الله بنفسه دون أن يكل مهمة حفظه للعباد، فإن سنة النبي صلى الله عليه وسلم من أقوال وأفعال عصمها الله تعالى بأن هيأ أهل العلم الذي… اعتنوا بتمييز الصحيح من السقيم ونقحوا السنة من كل دخيل،.. وتشددوا هم في قبول الرواة فيما سمى البعض بعلم الجرح والتعديل، …فكان السهو والشك في صدق الراوي كفيلًا برد روايته.
مسلسل انكار السنه
وكذلك من شأن هذه الدعوة أن تُعطل معظم الأحكام الشرعية… لأنها ثبتت في سنة النبي صلى الله عليه وسلم أكثر من القرآن الكريم الذي جاء كما أسلفنا بالقواعد والمبادئ العامة المجملة، ..
كذلك .وترَك التفصيل لسنة النبي صلى الله عليه وسلم، …فالصلاة على سبيل المثال لم يحدثنا القرآن الكريم عن أنها خمس صلوات …في اليوم والليلة،… ولا عدد ركعات كل صلاة، ولا كيفيتها وصفتها وما يقال في قيامها وركوعها وسجودها،… ولم يحدد شروط الإمامة وغير ذلك من المسائل الكثيرة التي… لم تُفصل إلا في سنة النبي صلى الله عليه وسلم.