مسؤولية حوادث المرور علي الطرق
بعد سلسلة حوادث دامية، وبتوجيه رئاسي، قررت الحكومة المصرية إغلاق الطريق الدائري الإقليمي بشكل كلي ومؤقت، في اتجاه واحد، وهي خطوة اعتبرها مسؤولون رسميون تهدف لتعزيز السلامة المرورية وحماية أرواح المواطنين.
ومع سريان قرار الإغلاق منذ أول أمس الثلاثاء، يتوقع استمراره حتى 15 يوليو/تموز الجاري، لحين انتهاء الإصلاحات بالطريق الذي يطلق عليه مصريون “طريق الموت” بفعل تكرار وقوع الحوادث عليه.
ويبلغ طول الطريق الدائري الإقليمي 400 كيلو متر، ويربط بين 15 محافظة و13 محورا رئيسيا، وتعتمد عليه 30% من حركة النقل في البلاد.
وقد شهد الطريق الإقليمي -في نطاق محافظة المنوفية شمال القاهرة– قبل 10 أيام، حادث تصادم بين شاحنة نقل وحافلة صغيرة (ميكروباص)، أدى لمصرع السائق و18 فتاة، تتراوح أعمارهن بين 14 و22 عاما، بالإضافة لإصابة 3 أخريات، حيث وُجِّهت أصابع الاتهام إلى وزارة النقل كجهة معنية بتشييد وصيانة الطرق.
وقبل نحو أسبوع من الحادثة المأساوية، تقدم نائب برلماني عن محافظة المنوفية بطلب إحاطة لوزير النقل بشأن الحوادث المتكررة على ذلك الطريق، مؤكدا أنه يشهد 10 حوادث على الأقل يوميا.
وعلى ذات الطريق وبالنطاق الجغرافي نفسه، وقع حادث دامٍ آخر، مطلع الأسبوع الجاري، وتسبب بوفاة 9 أشخاص، وإصابة 11 آخرين.
مسؤولية حوادث المرور علي الطرق
وكان رئيس الانقلاب المصري قد وجَّه الحكومة باتخاذ الإجراءات اللازمة لإغلاق الطريق الإقليمي في المناطق التي تشهد أعمال الصيانة مع توفير البدائل الآمنة.
ووفق البيانات الرسمية، سجلت مصر أكثر من 33 ألف حالة وفاة و315 ألف إصابة بسبب حوادث الطرق بين عامي 2019 و2023.
بدوره، خرج وزير النقل المصري كامل الوزير، ليدافع عن كفاءة الطرق المشيدة في عهده، حيث تولى المنصب الوزاري عام 2019، وقال خلال لقاء تلفزيوني، إن الطريق الإقليمي تم الانتهاء من تشييده عام 2018 وهو بأعلى مستوى من الجودة، وتابع “أشرفت بنفسي على بناء أجزاء منه حينما كنت أعمل بالهيئة الهندسية بالقوات المسلحة”.
وعن احتياج الطريق لإصلاحات رغم حداثة بنائه.. أوضح الوزير أن الطريق مشيد على أرض زراعية طينية.. وفوق جسر ترابي مرتفع من 3 إلى 8 أمتار.. مما يجعله يحتاج لصيانة دورية.
أيضا وألقى الوزير.. مسؤولية الحادث على الأخطاء البشرية.. مؤكدا أن “سائق شاحنة النقل يتعاطى المخدرات.. كذلك ولا يمتلك رخصة قيادة”.. وهو ما كشفته التحاليل المخبرية.. أيضا بمعرفة النيابة العامة.. وأضاف “نحن لا نتهرب من المسؤولية، .. ولكن أين الجرم الذي ارتكبناه؟”.
كذلك وبلغت المخالفات المرورية .. خلال الأشهر الستة الأولى .. من العام الجاري.. 18 مليونا و63 ألفًا و363 مخالفة.. تصدرتها مخالفات تجاوز السرعة.. أيضا بنسبة 48% .. كذلك وبرصيد 8 ملايين و679 ألف مخالفة.
كما وأسفرت نتائج.. فحص51 ألفا و507 سائقين.. ذلك خلال الفترة من يناير/كانون الثاني.. حتى يونيو/حزيران الماضيين.. عن إيجابية تحليل المخدرات.. أيضا لـ2198 منهم.. أي بنسبة 4.3%.