مداخلة مع محمود جابر
مع دخول عملية “طوفان الأقصى..” -التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية وفي مقدمتها كتائب القسام الذراع العسكرية.. لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- يومها السادس،.. أطلقت المقاومة في غزة رشقات.. صاروخية باتجاه تل أبيب وعسقلان وبئر السبع وحيفا، فيما تواصل قوات الاحتلال تدمير الأحياء السكنية واستهداف المدنيين في قطاع غزة.
كذلك واستشهد 1354 فلسطينيا منذ بدء الغارات الإسرائيلية ..على قطاع غزة وأصيب 6049 آخرون،.. في حين ارتفع عدد القتلى الإسرائيليين على يد المقاومة الفلسطينية إلى 1300.
مداخلة مع محمود جابر
لن تدخّر الآلة الحربية الإسرائيلية .. جهدا لاستعراض قوتها الانتقامية بعد الفضيحة التي ..لحقت بها يوم 7 أكتوبر/ تشرين الأول العظيم في عملية طوفان الأقصى… لا شيء سيمحو صور القصف بالطائرات المسيّرة الانتحارية ..وإنزال الطائرات الشراعية وتحرّكات الزوارق البحرية واجتياح إسرائيل بالدرّاجات النارية تحت غطاء وابل من صواريخ المقاومة الفلسطينية. لا شيء سيبدّد صورة تسلّل مئات المقاومين إلى قواعد جيش الاحتلال واختراقهم تحصيناته العسكرية ومستوطناته في واضحة النهار.
مهما انتقمت إسرائيل من المدنيين الفلسطينيين، لن تغيّب صور الجثث المبعثرة لجنود الاحتلال وهروب ضبّاط ونخب قتالية منه مخلفين وراءهم دبّابات وشاحنات مصفّحة وأسرى بالجملة
الجديد في عملية طوفان الأقصى، أنها كانت استعراضا إلى حد كبير، إذ تمخططت المقاومة الزحف بحبكة درامية شبه هوليوودية. لا شك أنه ضربٌ من الجنون أن يفكّر مئات المقاومين الفلسطينيين في التسلّل من سجن غزّة برّا وبحرا وجوّا للزحف على إسرائيل وثكناتها ومستوطناتها، رغم منظومة الجدار المُحصَّن بجدرانٍ اسمنتيةٍ وتلالٍ رمليةٍ وأبراج مراقبة عسكريةٍ والكترونيةٍ وأسلاكٍ شائكةٍ وكاميراتٍ وأجهزة استشعار وغيرها من التقنيات العسكرية المتطوّرة التي يُفترض أن ترصد أي تسلّل، وتطلق النار على المتسللين.
أما أن يُنفذ هذا المشروع على مرآى العالم ومسمعه، فهو الجنون بعينه، خصوصا وقد صيغ سيناريو الزحف في شكل فيلم هوليوودي يحترم قواعد الحبكة الدرامية ليروي قصة زحفٍ رُتّبت له الأحداث، وسُخّرت له شخصياتٌ لكل منها دورُها في اجتياز كل العقبات، لتثأر جميعها من المجرم الإسرائيلي الذي أمعن في إجرامه.
مداخلة مع محمود جابر_مدير مؤسسة عدالة لحقوق الإنسان