لماذا وقف الحرب أولا
لماذا تصر حماس و الفصائل على وقف إطلاق النار أولا ؟
سرّب إلى الإعلام ما سمي بالمبادرة المصرية بوصفها “مبادرة من ثلاث مراحل لوقف الحرب في غزّة”،
بيد أن الاطلاع على نصّها يفيد بكونها مبادرة لإنجاز تفاهم لتبادل الأسرى،
حتّى لو ذيلت في آخرها بحديث عام عن وقف لإطلاق النار مرهون باتفاق الطرفين عليه،
وتولي مصر وقطر والولايات المتحدة التنسيق لتشكيل حكومة تكنوقراط تدير الضفّة الغربية وغزّة حال جرى الاتفاق على وقف إطلاق النار.
ليس هذا تحليلا لمضمون المبادرة فحسب، بل هو تعريف المبادرة لنفسها كما في ديباجتها بالنحو التالي: “يستند الإطار المقترح المصري
للتوصل لاتفاق بشأن تبادل المحتجزين الصهاينة بقطاع غزّة والأسرى الفلسطينيين بالسجون الصهيونية على 3 مراحل رئيسية”.
فالتعريف الإعلامي للمبادرة بكونها تهدف إلى وقف إطلاق النار غير صحيح، وتسريبها بهذا التعريف مضلل، وكأنّه أريد منه القول إنّ ثمّة فرصة لوقف إطلاق النار،
ولكنّ حماس ترفض، بينما الحقيقة هي خلاف ذلك تماما، وهي أنّ حماس، ومعها جميع فصائل المقاومة،
تصرّ على وقف إطلاق النار، وهو الأمر الغائب في المقترحات الصهيونية المقدّمة عن طريق الوسطاء العرب.
لا تقتصر مشكلة “المبادرة المصرية” على كونها مبادرة لاسترجاع الذين وصفتهم بـ”المحتجزين الصهاينة” فحسب؛
دون أن تتضمن عناصر مباشرة تضمن وقف إطلاق النار،
لماذا وقف الحرب أولا
ولكنّها أيضا لا تنصّ على الإفراج عن جميع الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال،
أيضا ولا حتّى على معايير مقبولة فلسطينيّا بخصوص الإفراج عنهم، وإنما تجعل الأمر محض تفاوض على أعداد منهم، متغافلة عن جملة عناصر في هذه القضيّة،
الأولى: أنّ أوساطا صهيونية أبدت استعدادا منذ البداية، أي في ذروة الهياج الانتقامي، لإجراء صفقة تبادل شاملة وصفت بـ”الكل مقابل الكلّ”،
كذلك والثانية: أعداد الأسرى الصهاينة ونوعياتهم لدى حماس تحديدا، والمقاومة عموما،
أيضا والثالثة: حاجة الصهيوني لإغلاق هذا الملفّ،
والرابعة: التضحيات الجسيمة التي أوقعتها الحرب العدوانية على غزّة، بما يفرض على كلّ من نسب مبادرة إلى نفسه؛ أن يراعيها.
فإذا كانت المبادرة لا تنصّ على وقف لإطلاق النار في أيّ من مراحلها، ولا تؤسّس “الهدن الإنسانية” المقترحة فيها
ذلك لتكون إطارا محددا للوصول إلى وقف شامل لإطلاق النار،
أيضا وإنما جعلتها إطارا لإنجاز تفاهمات تبادل أسرى، ثمّ لا تنصّ على الإفراج عن جميع الأسرى الفلسطينيين، فالمتوقع أن ترفضها المقاومة