من المؤسف انه في الآونة الأخيرة .. بدأ ينتشر .. فكر خاطئ بين الشباب .. وهو فكرة صعوبة الزواج .. سواء من حيث التكاليف المادية .. أو كثرة المشاكل الزوجية .. التي انتشرت مؤخرا .. وكثرة حالات الطلاق .. وما يحدث بعده من قضايا ومتاعب .
لذلك بدأ الشباب يفكر في الإحجام عن الزواج ،وعلى الصعيد الأخر ولنفس الأسباب بدأ ينتشر هذا التفكير أيضا بين البنات .
لذلك كان لزاما علينا أن نحاول أن نوضح فكرة الزواج ،وان الله عندما خلقه جعله مودة ورحمة للطرفين ،ونوضح أهميته بالأساس .
ما هو الزواج :
الزواج من سنن الحياة في هذا الكون، وهو ارتباط مقدس بين الرجل والمرأة، وقد جعل الله تعالى أساس الزواج المودة والرحمة ليكون علاقة طيبة يسودها الحب والاحترام المتبادل
وهو أحد النعم التي امتن الله تعالى بها على عباده، وجعلها أمرا محببا ومرغوبا من قبل الإنسان لتكون وسيلة لاستمرار النسل البشري.
لماذا نتزوج ؟
- امتثال لأمر الله تعالى في إعمار الأرض.
- وحصن منيع من الوقوع في الحرام، وسبب لعفة النفس.
كما هو استقرار للنفس ومصدر للأمن والطمأنينة، هذه فطرة البشر، فالرجل بحاجة للمرأة، والمرأة بحاجة للرجل، وإن بقي أحدها بلا زواج مع قدرته على ذلك سيفتقر لكثير من الحاجات التي ستنعكس عليه إيجابا لو حصل عليها.
وكذلك المحافظة على نسل البشر بإنجاب الأطفال الذين يزيدون عدد المسلمين، وبالتالي المساهمة في صلاح الكون.
وايضا اكتساب الأولاد الصالحين الذي يدعون لآبائهم في حياتهم وبعد مماتهم، وهم صدقة جارية لهم.
وهو سبب للغنى والتخلص من الفقر.
التعاون بين الزوجين للقيام بأعباء الحياة، فتقوم الزوجة بما يناسب طبيعتَها من تدبير المنزل والاهتمام بالأطفال وغير ذلك، كما يقوم الرجل بوظيفته في السعي من أجل لقمة العيش، والإشراف على البيت والعون في تربية الأولاد.
الفوائد النفسية للزواج:
اكتشف الباحثون أهمية الزواج بعد دراسات كثيرة قاموا بها على المجتمعات لذلك شجعوا المجتمعات الغربية على العودة إلى الزواج، ومن فوائد الزواج النفسية التي تعود على الرجل والمرأة:
تحقيق الاستقلالية للزوجين، فالرجل والمرأة قبل الزواج يكون كل منهما جزءا من عائلة وتابعا لها، ولكن بعد الزواج تتغير حياتهما ليعيشا بشكل مستقل، ويتحملان المسؤولية في إدارة الأسرة الجديدة وهم عمادها والمشرعين لقوانينها .
وإشباع الرغبة في الأمومة والأبوة من خلال حفظ النسل وإنجاب الأبناء.
وأيضا تحقيق الأنس والراحة، فالإنسان لا يستطيع أن يعيش بمفرده في المنزل، فالعيش المنفرد مهما كانت الإمكانيات كبيرة لا تجعل الشخص يشعر بالسعادة، والإنسان بطبعه يبحث دائما عن الأنيس، ولا يوجد أفضل من الزوج أو الزوجة لسد هذه الحاجة، فالراحة التي يؤمنها المحيطين مهما كانت درجة العلاقة معهم هي أمر مؤقت ولكن الزوج أو الزوجة مصدر دائم وغير محدود للأنس، والراحة، والسكينة، والاستقرار.
وأيضا تحقيق العفة للزوجين وتحصينهما بإشباع الرغبات بشكل سليم وطبيعي.
و تعويد النفس على تقديم الرعاية والعناية، وبالتالي التخلص من الأنانية وحب الذات.
كل هذه الفوائد التي في الزواج تجعل منه ضرورة بشرية وإنسانية، تكتمل بحسن الاختيار ؛ مما يسهل الحياة و يديمها ،ويجعل فيها مودة ورحمة تتناسب مع هذه المهمات العظيمة التي شرعها الله لعباده ؛حتى تتحقق الغاية التي خلق من اجلها الإنسان .