ولماذا تتخلى الدولة عن مواطنيها في قضاياهم
يقول القانون الدولي عن الجماية الدولية
رغــم أن الــرأي الــذي يجيــز للدولــة اســتخدام القــوة في ممارســة حــق الــدفاع عــن الــنفس لحمايـة مواطنيهـا المهـددين بالضـرر البـدني في الخـارج رأي يحظـى بـبعض التأييـد,
فـإن لجنـة القـانونالــــدولي رفضــــت اقتراحــــا يرمــــي إلى اعتبــــار هــــذا الأمــــر آخــــر مــــا يلجــــأ إليــــه في ممارســــةالحماية الدبلوماسيةويُنظـر عـادة إلى الحمايـة الدبلوماسـية باعتبارهـا حقـا مكفولا للدولة لأن الإضرار بالمواطن يعد إضرارا بالدولة نفسها فقد رأت محكمــة العــدل الدوليــة أن الدولــة الــتي ترغــب في ممارســة الحمايــة الدبلوماســية
يلزمهــا أن تثبــت أن هنــاك رابطــة حقيقيــة بــين المــواطن المطلــوب حمايته والدولة
وقد اســتقر رأي لجنــة القــانون الــدولي علــى أنــه يجــوز لأي دولــة يكــون مــن رعاياهــا شــخص
مـزدوج الجنسـية أو متعـددها أن تمـارس الحمايـة الدبلوماسـية فيمـا يتعلـق بـذلك الشـخص حينمـا لا
يكون هذا الشخص من رعايا الدولة المدعى عليها، غـير أن الخـلاف ظهـر بشـأن مـا إذا كـان هـذا المبـدأ
ينطبـق لمــا يكـون هـذا المــواطن مـن رعايـا الدولــة المـدعى عليهـا أيضا
لم تتخذ المواد المتعلقـة بالحمايـة الدبلوماسـية شـكل معاهـدة، ورغـم ذلـك فمـا مـن شـك في الُنظـر إليهـا اليـوم باعتبارهـا التعبـير النهـائي عـن قواعـد القـانون الـدولي العـرفي في هـذا الموضــوع
ويتضــح ذلــك مــن كيفيــة استشــهاد محكمــة العــدل الدوليــة هبــذه المــواد في قضــايا متعددة
دورها غائب بالخارج … لماذا تتخلى الدولة عن الدفاع عن مواطنيها في قضاياهم ؟
«مصطفى غندور» – المحامي الحقوقي ومدير منظمة تواصل لحقوق الإنسان في هولندا .