كيف خدم الإخوان المجتمع ؟
وقد ضربت مؤسسات الإخوان ومنشآتهم فيه بسهم وافر،.. فكل دار من دور الإخوان مدرسة ليلية، …ومنتدى أدبى للثقافة والتربية، وقد أنشأ الإخوان عددًا من المدارس الأولية والابتدائية،… وهم فى هذا العام سينشئون مدرسة ثانوية بالإسكندرية، ..كما أن لهم أكثر من عشرين مستوصفًا خيريا، ..وفى هذا العام افتتحوا أول مستشفى لهم بالعباسية
كذلك كان من العجيب في تلك الفترة أن تهتم هيئة دينية …ببناء المصانع لأن العرف المستقر بين الناس في تلك الفترة الفصل بين الدين والأعمال الدنيوية،… لكن الإخوان فهموا شمول الدين والدنيا… ونتيجة لذلك الفهم عنيت شعب الإخوان بإقامة المصانع.. كما عنيت بعمارة المساجد ففي شهر يونيو 1933م… تم وضع حجر الأساس لمسجد بشبراخيت،.. ومصنع في حفل أقيم بهذه المناسبة، …ترأسه بيومي نصار بك مدير البحيرة، كما احتفلت المحمودية بافتتاح مصنع للنسيج والسجاد تابع لجمعية الإخوان بالمحمودية وحضر الحفل مدير البحيرة
كيف خدم الإخوان المجتمع ؟
كذلك ومن هذه البذور التي بذرها الإخوان… أن قاموا فى مختلف الشعب بجهود مشكورة فى محاربة الفقر…، وذلك عن طريق جمع الزكاة والصدقات وتوزيعها على الفقراء…، مثلما فعل إخوان شعبة “سنديون غربية” بشراء كمية كبيرة من الذرة وزعت على الفقراء والمساكين…، وكان يقدم فى التوزيع النساء الأرامل اللائي فقدن أزواجهن..، والرجال العاجزين عن الكسب،… والصغار واليتامى
علاوة على ذلك وبمناسبة الاحتفال بنصف شعبان المعظم …تبرعت جمعية الإخوان المسلمين بجرجا بإطعام خمسمائة فقير …بدار الجمعية…، وقد وزعت على الفقراء اللحوم والأطعمة،.. وكان يشرف على النظام حضرة السيد محمد الأنصاري (رئيس الجمعية)،.. والأستاذ رياض الكريمي سكرتيرها…، ومحمود أفندي سرور (أمين الصندوق)،… والأستاذ عبد العزيز الشربيني (معاون إدارة مركز جرجا)…، وأحد أعضاء الجمعية…، وباقي أعضاء الجمعية
كذلك ولج الإخوان مجال الصحة فبذروا فيها بذورا أينعت ثمارا ..في نفوس الشعب… حتى أن أحد المجلات رصدت ذلك بقولها: “هذه عيادة الإخوان المسلمين… وصيدليتهم تنافس المستشفيات الأميرية بما حازته من ثقة المرضى، وأينما سرت فى الشوارع سمعت على ألسنة العامة من البنات والنساء والأطفال النصيحة للمرضى بالذهاب إلى عيادة الإخوان المسلمين. ولا شك أن هذا نجاح باهر يدل على صدق عقيدة هؤلاء السادة الذين يقومون بهذا الأمر فى هذه الشعبة.
في النهاية وحينما تعرضت إحدى البواخر وتدعى (الغزالة) إلى حريق أدى إلى وفاة البعض، وإصابة كثيرين في أسوان سارع الإخوان بمد يد العون سواء بالتبرع بالمال أو بتجهيز الأموات ورعاية المصابين في مستوصفاتهم وحضور الجنازات مما كان له تأثير كبير على الناس، من حيث بث روح الأخوة الحقيقية ونجدة المكروب، وعلى إثر ذلك تشكلت جمعية لنكبة المنكوبين تشارك فيها الكثير من الشعب