الشريك المخادع
(وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُون )
تظل هذه الآية هي الأساس للحياة الزوجية ، والتي يبنى عليها صرح من أعظم صروح الحياة ، ولو بقينا أبدا بين ظلالها ما وفَيّناها حقها ، ولكن عندما نقف عند معانيها نجد أن الأساس في الحياة الزوجية هو المودة والرحمة .
ولكن للأسف هناك بعض البيوت أصابها العوار؛ نتيجة شيء من أصعب الأشياء في البيوت ؛ أن يكون احد الشركاء مخادع ؛ فلا تستقر البيوت وقتها إلا إذا تم التعامل معه بشكل سليم ؛ فتستقيم الحياة .
فهيا بنا معا نعرف من هو الشريك المخادع ؟ ونعرف كيف نتعامل معه ؟ .
كيف تكتشف أن لك شريك مخادع ؟؟
فعندما نجد أن حياتنا ليست سوية مع آن مقومات النجاح موجودة ،ومع أنك تعلم جيدا كيف تمارس دورك في الحياة الزوجية بكفاءة ؛ إلا انه يأبى آن يجعلك تعيش سعيدا إلا إذا نفذت له كل رغباته ، ويشعرك دائما أنك سبب الأزمة ؛ حتى لو كان هو مفتعل الأزمات ، ويشعرك أنك لا تفهمه ،ولا تستطيع أن تتعامل معه، وكل ما تفعله معه خطأ ، وأنك بأفعالك ستؤدي إلى فشل الحياة الزوجية
ويستغل في هذا حبك له ، وتمسكك به ، ويعتبره ضعفا ؛ فيضغط عليك لتنفيذ رغباته، وإزاحة رغباتك من الطريق ، وكذلك يستغل عدم قدرتك على توضيح موقفك ،أو توضح ما تشعر به ؛ فيوهمك أنك أنت المخادع، ويتهمك بأنك مغال في طلباتك ، وأنها غير طبيعية ويتهمك أيضا بأنك تعي الأمور وتقدرها بشكل خاطئ ، وأنك تبالغ في مشاعرك .
قد يترك الموضوع كله تماما ، ويحاول أن يشعرك بنقطة ضعف غير حقيقية، و يستفزك بطلباته ، ثم يتهمك بارتفاع صوتك ، وبأنك غير طبيعي ؛لأنك تتعصب ،وأنك غير سوي في أخلاقك لأنك واجهته .
كل هذا فقط هو لإجبارك على طاعته في أي أمر حتى لو خطأ ، والامتثال لأوامره ، وعدم تنفيذ رغباتك المضادة له حتى لو صحيحة ، ثم يحاول الضغط عليك بأنك سبب في تعبه ومرضه .
وهذا الشخص مريض نفسي وأناني جدا ؛ لا يقبل إلا تنفيذ رغباته ، ولا يراعي مشاعر ولا نفسية من أمامه ، و لا يفكر إلا فيما يراه ، وما يحب أن يفعله دون النظر لغيره تماما ، وفي الغالب هذه الشخصيات إذا لم تتغير تفشل الحياة معهم ،وتنتهي بالفراق .وبعدها تشعر المرأة أنها قد تم إنقاذها ؛ فالمرأة إذا عاشت مع شخصية كهذه تكون المستضعفة ؛ التي تحتاج للدعم ؛ ففي الغالب يتم استنزافها إلى أن تفترق .أما الرجل إذا صادف شريك مخادع فإنه في الغالب لا يستنزف بل يفترق مباشرة .
و يلزمنا أن نعرف إذا كان هناك أنماط ووسائل لهذه الشخصيات فهيا بنا نستزيد .
هل هناك أنماط ووسائل لهذه الشخصيات المخادعة ؟؟
بالفعل هناك أنماط للشخصيات المخادعة لابد أن نعرفها لنستطيع أن نتعامل معهم.
أولها : الدعم الايجابي التعسفي :
وهو أن يعطي للشريك كثير من الدعم ، والتشجيع ،والمساندة بشكل مبالغ فيه ، ولفترة كبيرة ،حتى يتعود على هذا الدعم ، ثم ينسحب كلية ، ويترك الطرف الأخر حائرا متعبا ، فيفعل للطرف المخادع كل ما يريد ، ويظل في دوامة إرضاؤه ، وهذا المريض لا يرضى ؛ حتى يفقد الشخص رغبته في أن يظل يراضي ؛ فيدخل في اكتئاب ؛ فيتم الاستغناء عنه .
وهذا النوع في الغالب يكون من الرجال؛ وبالتالي يأتي على المرأة وقت تبيع الغالي والنفيس ، وتترك الحياة بلا أي حقوق حتى ترتاح .
النمط الثاني : التعزيز السلبي:
كلمات عكس بعضها ، ولكن هو نوع من أنواع إعطاء الحب ، ثم يلوح بالخصام ، وعدم الحب حتى تنفذ رغباته التي في الغالب تكون خاطئة ، مثل قطع رحم مثلا ،أو ترك عمل خير؛ فإذا استجبت صالحك ، وأعطى الحب كما كان ، لذلك فهذا النوع هو: عبارة عن وسيلة عقاب وضغط .
النمط الثالث : نوع الاستفزاز :
فهذا النوع عندما يخطـأ بفعل يؤذيك ثم تواجهه ؛ فيثور ويقلب المائدة ،ويشعرك بأنك أجرمت في حقه ، ويظل يبرر أفعاله بسحابة ضخمة من الخداع ، كلها كلمات تبرير غير منطقية ، وكلها مغالطات ، ثم يتهمك بأنك أنت الذي تراه وتفهمه خطأ ، والعيب فيك أنت، وانك تتصيد له ، أو أنك تتهمه بالباطل ، وأنت الذي تضخم الأمور، وفي الأخير قد يتهمك بأنك أنت السبب .ثم إذا لم تقتنع بتبريراته فإنك متسلط ومتحكم ؛.فيشتت تركيزك عن فعله المؤذي بدلا من العلاج.
النمط الرابع :يستخدم نقاط ضعفك ضدك :
فهذا النوع يبحث عن نقاط ضعفك ، ويستخدمها ضدك ، أو يحاربك بها ؛ ليجعلك تنصاع له في طلباته ؛ فيشغلك بعيوبك ، ونقاط ضعفك ؛ حتى يلهيك ويشغلك عن المشكلة الحقيقية ؛ فيستخدم وزنك الزائد أو سمار بشرتك على سبيل المثال .
النمط الخامس:يحاول إيهامك بغير الحق:
هذا النوع يوهم الطرف الأخر بأنه يفعل أشياء غير حقيقية ، ويحاول أن يجعله يظن أنه يفعل أشياء بدون شعور، وللأسف المتعامل مع هذا النوع قد يصل للإلحاد والكفر .
وللتعايش مع هذه الأنماط فلابد من معرفة كيفية التعامل معهم .
https://www.youtube.com/watch?v=H40emIGU8cU
فما هي الحلول :
وبعد معرفة الأنماط ؛ فلابد أن نتطرق لكيفية التعامل معها ؛ لكي تستقيم الحياة ؛
ولذلك فالحل يكون بإتباع خطوات مدروسة وهي :
أولا : دافع عن نفسك ، وواجهه بكذبه وخداعه ؛ فهو إنسان كاذب فلا تسكت عن حقك أبدا .
ثانيا :لا تستجيب للمشاعر التي يبثها فيك ؛ فلا تسمع للعيوب التي يحاول أن يسقطها عليك .
ثالثا : لا تتعصب ،ولا تستجيب للاستفزاز؛ فيخرجك عن الموضوع .
رابعا : فكر جيدا قبل أي إجابة، ولا تعطي قرارك قبل التفكير.
خامسا : كرر ما تريده مرات ومرات ، وتمسك بموقفك طالما لا تخالف شرع .
سادسا : عبر عما بداخلك جيدا، ووصف شعورك ، وتمسك بما تحتاج ، واطلب طريقة المعاملة العادلة التي لا ترتضي غيرها .
سابعا : ضع الحدود والقواعد ؛ التي إن التزمتم بها تم تحقيق السعادة لكما أنتما الاثنين، ولا تستجيب له في تسيير الحياة وفقا لأهوائه؛ فحق السعادة ليس لطرف واحد.
و هدفنا من هذا المقال هو الحصول على حياة هادئة، لا تشوبها الصراعات؛ التي تأتي دائما نتيجة وجود أحد هذه الأنماط في حياتنا ، وعندما نتعامل معهم بشكل سليم ، فيسود الهدوء والسكينة، فالحياة الزوجية أصلها المودة والرحمة .