مصر والجيش بعد 50عام علي أكتوبر
كيف أصبحت مصر وجيشها بعد 50 عاما على حرب أكتوبر؟
في المئة سنة الأخيرة مرّ على مصر حدثان كبيران؛ تسبب كل واحد منهما في تغيير الحالة السياسية بعده إلى وضع غير مسبوق أثر على سلوك مصر كدولة في بنائها الداخلي وعلى المسرح الخارجي، وذلك رغم اختلاف وتشابه الأشخاص والكيانات.
كان الحدث الأول هو حركة الضباط في يوليو 1952، والثاني هو الحراك الشعبي في يناير 2011: جاء الأول بالضباط المصريين إلى الحكم لأول مرة وجاء الثاني بالمدنيين المصريين للحكم لأول مرة في تاريخ مصر الحديث. استمرت دولة الضباط إلى الآن في 2017 حتى أنها تجاوزت ما جرى في يناير 2011؛
بينما لم تستمر دولة المدنيين وربما الحقيقة أنها لم تبدأ أبدا. فأين يكمن السبب؟
أقول: السبب أن السيطرة على مفاصل الدولة أعمق من اعتلاء كراسي مناصبها الكُبرى،
وأن إحكام يد الحكام على جهاز الدولة يحتاج لأكثر من وسيلة الوصول إلى الحكم
كذلك ويتعدى ذلك لوسائل مادية ومعنوية تكون لازمة لبسط السيطرة
ذلك بغرض البقاء في الحكم ومن ثم نقله إلى أجيال جديدة من الفئة الحاكمة تتربى على مبادئ أرساها أول الحكام الجدد.
مصر والجيش بعد 50عام علي أكتوبر
وفي ظل دولة لم تعرف الديموقراطية ولا الشورى لفترة طويلة من تاريخها
ربما تشمل طوال تاريخها الحديث صارت الديكتاتورية الفرعونية أو الأوليجاركية هي سمة نظام الحكم في مصر..
كذلك فتغيب آليات تداول السلطة لتظهر دوما على الساحة آليات السيطرة وبسط النفوذ سواء على الماديات والمعنويات الموجودة في نطاق إقليم الدولة.
بعد كل موجة تغيير تظهر فئة تسود المشهد وعلى رأس هذه الفئة يبرز اسم شخص معين؛
أيضا وعلى عاتق هذه الفئة تقع المسؤولية التاريخية: ماذا حفظوا وماذا ضيعوا.
وبعد 1952 ظهرت فئة الضباط المصريين وعلى رأسهم عبد الناصر وبعد 2011 ظهرت فئة الإخوان وعلى رأسهم مرسي. «ظهور الفئة» لا يعني أنها نبتت فجأة
ولكني أعبر هنا بلفظة الظهور في معنى قيادة المشهد والاشتهار بأنها أكثر الفئات حظا من كعكة الحكم.
كيف أصبحت مصر وجيشها بعد 50 عاما على حرب أكتوبر؟