فقه الجهاد المعاصر (3)
في ظل الحرب الصهيونية على غزة وأهلها- والتي خلّفت 26 ألفا و83 شهيدا، و64 ألفا و487 مصابا، معظمهم من الأطفال والنساء .
كما أثار عددٌ من المشايخ النقاش حول مفهوم الجهاد وتطبيقاته في سياق الحرب الدائرة.. ذلك وتحديدًا “جهاد الدفع”. ويمكن أن نميّز – في هذا النقاش – بين ثلاثة مواقف رئيسة:
الموقف الأول؛
عبّر عنه بيان أعلنه تجمع أطلق على نفسه “مؤتمر علماء الأمة”.. كذلك وقد قرّر البيان أن جهاد دفع العدوان في فلسطين متعيّن “على كل من كان قادرًا من المسلمين إلى حين إنهاء هذا العدوان إلى غير رجعة”.. أيضا وهذا الواجب يبدأ بـ “من هم بالداخل الفلسطيني”، فإن عجزوا عن رده وصده “فإنه يتعين الجهاد – بحسب المستطاع – .. على دول الطوق التي تلي فلسطين”. و “من تولى عن القتال في داخل فلسطين وعن الجهاد في دول الطوق وتركه فارًّا من واجبه المتعلق به.. إذا فهو في حكم الفارّ من الزحف عند تعينه شرعًا”.. و”يتحمل وزره بقدر ما يقع من أضرار وأخطار؛ بسبب توليه وتخليه وفراره”.
فقه الجهاد المعاصر (3)
الموقف الثاني؛
ما عبّر عنه الشيخ السعودي سليمان الرحيلي، فقد انشغل – على وجه الخصوص – .. أيضا بمسألة وجوب الجهاد على مَن هم خارج الدولة المعتدى عليها في حال عدم كفاية أهلها للدفاع عنها، ومن ثم قرر أمرين:
الأول: أن ما قرره الفقهاء من أن الجهاد هو فرض على من يلي المعتدى عليهم من إخوانهم.. مقيَّدٌ بما إذا “كانت الأمة الإسلامية دولة واحدة، تحت راية واحدة، تحت ولي أمر واحد”.
الثاني: أن “الذي يخرج من بلده إلى بلد آخر” للقتال مع إخوانه يكون – في هذه الحالة – “طالبًا للعدوّ وليس دافعًا” له.. أيضا ومن ثم يطلق على هذا “جهاد الطلب”، وتسري عليه أحكامه؛ من كونه فرض كفاية ولا يكون إلا بإذن ولي الأمر وإذن الوالدين إلى غير ذلك. وقد أوضح الرحيلي أن الواجب على المسلمين “ألا يهيجوا الناس بالعواطف العواصف” من خلال “النداءات التي توجّه إلى شباب المسلمين ليتركوا بلدانهم ولا يقفوا عند مواقف حكامهم”، وأن النصر الواجب لإخوتنا في فلسطين يتقيد بما هو مشروع لنا، وهو الدعاء العام والدعاء الخاص