غزة وعودة الجيل القرآني
لقد أثبت هؤلاء الأبطال للعالم أن الإنسان هو الذي يقاتل،.. فالسلاح مجرد وسيلة، ..ومهما كان تقدم هذا السلاح ..فإنه لا يغني عن القوة النفسية للمقاتل،.. وإصراره على تحقيق هدفه، واقتناعه بقضيته،.. وأنه يقاتل من أجل الحق لينصر دين الله،.. لتكون كلمته هي العليا.
أبطال فلسطين الذين انطلقوا يحررون الأرض ..قرؤوا القرآن في خنادقهم وحفظوه،.. فملأ قلوبهم شجاعة وقوة..، وشحذ إرادتهم وعزيمتهم، وساعدهم على تحديد أهدافهم بوضوح،.. فقاتلوا عدوهم بعقولهم وقلوبهم.
غزة وعودة الجيل القرآني
كذلك وفي الميدان اكتشف الأبطال معاني القرآن؛.. ففتحت أمام بصيرتهم الآفاق لبناء القوة، فطوروا أسلحتهم،.. واستخدموها بكفاءة، وحفظوا القرآن في قلوبهم…. قبل أن يرفعوا السلاح بسواعدهم.. في وجه المحتلين المغتصبين لأرضهم… وفتح الله لهم وعليهم، فألقى الله الرعب والهلع في قلوب أعدائهم.
دروس من التجربة التاريخية
كذلك عاد أبطال المقاومة الفلسطينية إلى التجربة التاريخية …لأجدادهم الذين حرروا فلسطين من الاحتلال الروماني، ..وقرؤوا القرآن كما قرأه ..أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ..وكما علمهم أن يقرؤوه،..
كذلك وعلى أساس تلك التجربة ….بنوا أهدافهم، وخططوا، وأخذوا بالأسباب عبادة لله، لكنهم في الوقت نفسه آمنوا أن النصر بيد الله وحده،.. وأن عليهم أن يقاتلوا، وهم يثقون في نصر الله، ويعبدونه بانتظار نصره،.. فامتلأت قلوبهم ثقة، فهم الفائزون مهما كانت النتائج.
كذلك كانت التجربة التاريخية لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ملهمة وفاعلة في إدارة الصراع، فقد قرؤوا القرآن ليبنوا به حضارة عظيمة،
كذلك وليحرروا الإنسان من العبودية لغير الله، فلم يصمد أمامهم هرقل رغم كل الأساطير التي روجها الرومان عن قوته، واضطر أن يودع الشام؛ لأنه يعلم جيداً أنه سيتعرض لهزيمة ساحقة أمام رجال يقاتلون بقلوبهم التي تؤمن بالله، وتثق في نصره، ولا تنظر للأرض، ولا يهمها قوته المادية الصلبة