غزة وأزمة إيران والصهاينة
مواقع وصحف غربية: الأزمة بين إيــران وإلصهاينة لا يجب أن تنسينا كــارثة غــزة
حالة مستمرّة من الجدل حول إيران وأهدافها وأدوارها المختلفة وسلوكها السياسي والعسكري.. حتى لا تكاد تجد تصورًا جامعًا لدى العرب عن أي شيء يتعلق بإيران مهما كان واضحًا
ذلك مثل، مذهبِها الرسميّ الشيعي، ” الاثنا عشرية”، فحتى هذا الواضح تجد العرب مختلفين حوله بين من يعده عقيدة محرّضة للعدوان .. أيضا والتوسع والتبشير، وبين من يعتبره مذهبًا خارجًا عن المذاهب السنية الأربعة مع اختلاف تعبّدي وفقط.
كذلك والحال كهذه، يتبين مدى تعذّر أن تجمع هذه المقالة الموقف العربي وتصوّره من إيران.. لكنها محاولة لطرح أحد التصورات على الأقل للنقاش.. خاصة أنّ هذه المقالة تتناول قضية النقاش اليوم، وهي: العلاقة بين إيران والصهاينة،
تلك العلاقة التي لم تخلُ من الجدل حولها عربيًا، بين طيف واسع من الآراء، يذهب بعضها يمينًا.. فيرى تلك العلاقة مسرحية مكشوفة ظاهرها العداء وخلف كواليسها التعاون والانسجام .. أيضا بل تصل لحالة عاطفية ودية تجمع النظامَين: الإيراني والصهيوني.. كذلك والآخر يذهب يسارًا فيراها علاقة عداء صفرية لا يقبل أحدهما بوجود الآخر أبدًا.. وما بين هذين النقيضين من الآراء من التشتت ما لا يسع المقام لذكره
غزة وأزمة إيران والصهاينة
في البداية لا يخفى على المراقب أنّ التعامل الغربي الأميركي مع إيران، بدأ من استضافة فرنسا مؤسس إيران الإسلامية -الخميني- حتى هبط بطائرتها في إيران فاتحًا، مرورًا بالمفاوضات النووية الإيرانية الغربية التي استمرت أكثر من عشر سنوات، وانتهاء – مؤخرًا- بالتنسيق والإعلام الإيراني للغرب وأميركا باعتزامها توجيهَ ضربة عسكرية لإسرائيل قبل أيام.
هذا التعامل يَظهر مختلفًا بشكل واضح عن التعامل الغربي الأميركي مع أي بلد عربي، ففي المثال النووي نفسه نجد الضوء الأخضر الغربي الأميركي لإسرائيل في المبادرة بضرب المفاعل النووي العراقي سنة 1981، وقصف أميركا مصنع الشفاء في السودان سنة 1998، كذلك نزع أسلحة ليبيا في 2003، ليظهر لنا الفرق بين أسلوب التعامل الغربي الأميركي “الصبور ” مع إيران، في مقابل المبادرة بالعدوان دون تمهّل مع أي بلد عربي
لا يمكن إنكار أهمية القضية الفلسطينية بالنسبة لإيران وارتباطها بها لاعتبارات عدة، منها وبشكل رئيسي الاعتبار الديني، فإيران التي يمثّل الإسلام جزءًا رئيسيًا في هويتها – وإن كان بمفهوم شيعي “الاثنا عشرية”- تعتبر القضية الفلسطينية، وفي قلبها المسجد الأقصى قضية مقدسة، لها ارتباط عقائدي، ولكن في نفس الوقت هذه القضية على أهميتها في المنظور الإيراني فإنها منقوصة