غزاويات يحفظن ويتدارسن القرآن
مستمرات في حفظ القرآن.. فتيات غزاويات يحفظن ويتدارسن القرآن رغم الدمار والحرب
كرحمٍ ينبض في جسد ميّت، ثمة نداء للصلاة يسمع لأول مرة بعد انقطاعه عدة أشهر، في حيّ دمر الاحتلال مساجده كلها، تقتفي أثر الصوت فيذهلك انبعاثه من منطقة أشبه بمدينة أشباح.
الساعة الرابعة بميقات الفجر، يمسك المؤذن بيمينه مكبر الصوت، ويغلق بشماله أذنه، وبصوته الدافئ ينادي للصلاة، من وسط ساحة “مدرسة صلاح الدين الإعدادية” سابقا، وأحد أكبر مراكز إيواء النازحين بحيّ الرمال في قطاع غزة حاليا.
يتجمّع الرجال لتلبية النداء في غرفة سفلية كتبوا عليها “مصلى”، خصصوها للصلاة ولحلقات الذكر وللندوات الدينية، فصلاة الفجر تبدو للنازحين هنا محطة لانطلاق كلٍّ لما يسعى له.
الخروج لجمع الحطب في الصباح هي مهمة الرجال الأبرز في هذه الحرب، أما البعض الآخر فيخرج لتحصيل لقمة العيش وما يعينهم على البقاء، أو لحراسة ما سلم من منازلهم المدمرة، أو لقضاء النهار على أطلال بيوتهم بعيدا عن صخب البشر المتكدسين.
أما النساء هنا، فقد اتفقن فيما بينهن على النهوض قبل الفجر للدعاء وقيام الليل، وليبدأن يومهن بعد ذلك في سباق مع الزمن الضيق، حيث حصرت همومهن بالعجن والخبز والغسيل وجلب المياه، المالح منها والعذب، وملء الخزان وإشعال النار للطهو وتسخين الماء للاستحمام، وهي مهام يعتقدن أن الحرب أكسبتهن خبرة بها، بعد أن كانت موكلة لآلات تحمل عنهن عبئها.
غزاويات يحفظن ويتدارسن القرآن
الغرف التي كانت تسمّى فصولاً دراسية أضحت اليوم بيوتا تحتضن عائلات ممتدة، يزيد عددها عن 15 شخصا في الفصل الواحد. وعلى باب الغرفة يكتب اسم العائلة التي تقطن فيها، وكان لافتا أحد عناوين الأبواب حيث حمل اسمين لعائلتين مختلفتين، فاستأذنت الجزيرة نت بالدخول.
وجهت كارما رسالة مباشرة وصريحة لمالك ومؤسس شركة “أمازون” جيف بيزوس.. ذلك في فيديو نشرته على صفحتها بمنصة “تيك توك”.. باللغة العربية والإنجليزية.. تقول فيه “يصادف السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الجاري.. أيضا اليوم التالي لترقيتي.. مرور عام على بدء الحرب على غزة.. كذلك وعلى الرغم من ترقيتي الأخيرة.. فإني أحس بخيبة أمل لأني أشاهد مهاراتنا وأدواتنا بتستخدم في تدمير وطن بأكمله.”
أيضا كارما تحدثت عن مخاوفها منذ بداية الحرب.. كذلك بشأن التأثير المحتمل للإمكانيات الهائلة لمشروع “كويبر” .. وغيره من المشاريع الكبرى لشركة “أمازون” .. في دعم حرب الاحتلال الوحشية على قطاع غزة.. أيضا مضيفة “ناشد الموظفون القيادة للاعتراف بمخاوفنا.. وإلغاء العقد، وإظهار التضامن ضد جرائم الحرب”.