علي طريق المجاهدين
في سن العشرين، شارك أحمد ياسين في المظاهرات التي نشبت في غزة احتجاجاً على العدوان الثلاثي الذي استهدف مصر عام 1956.. كذلك وأثبت خلال هذه المظاهرات قدراته الخطابية والتنظيمية الملموسة.. حيث نشط جنباً إلى جنب مع رفاقه في الدعوة لرفض الإشراف الدولي على غزة.
أيضا دور الشيخ أحمد ياسين في المشهد الفلسطيني والعربي لا يقدَّر بمجرد الزمان والمكان.. كما إنه دور يتعدى الحدود الزمانية والمكانية حيث يمتد تأثيره إلى الأبعاد الأعمق والأوسع .. ذلك فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية والصراع العربي-الصهيوني.. إذ يعدّ الشيخ أحمد ياسين رمزاً للصمود والمقاومة، وهو زعيم حركة حماس الإسلامية،.. أيضا التي تركت بصمة عميقة في المشهد السياسي الفلسطيني وتأثيراً ملحوظاً على الوضع في المنطقة بأسرها.
إذا في هذا المقال، سنستكشف حياة ومسيرة الشيخ أحمد ياسين ودوره البارز في النضال الفلسطيني.. أيضا وكيف أثّرت أفعاله وفكره على تطور الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني.
الشيخ أحمد إسماعيل ياسين، ولد في 28 يونيو 1936 واستشهد في 22 مارس 2004، كان داعياً إسلامياً ومجاهداً بارزاً في فلسطين.. كذلك وهو أحد أعلام الدعوة الإسلامية في هذه المنطقة، وأسّس وترأس أكبر جامعة إسلامية في غزة.. أيضا وهو المجمع الإسلامي. أيضاً كان مؤسساً وزعيماً لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) وقادها حتى استشهاده.
علي طريق المجاهدين
نشأة وحياة الشيخ أحمد ياسين:
ولد أحمد إسماعيل ياسين في قرية تاريخية تدعى جورة عسقلان عام 1936. هذا العام شهد أيضاً اندلاع أول ثورة مسلحة ضد الزحف الصهيوني المتنامي داخل الأراضي الفلسطينية.
وقد فقد أحمد ياسين والده عندما كان عمره لا يتجاوز 5 سنوات.
انضم أحمد ياسين إلى مدرسة الجورة الابتدائية وأكمل تعليمه حتى الصف الخامس فيها، وفي عام 1948 شهد أحمد ياسين الهزيمة العربية الكبرى المعروفة بـ”النكبة”، وقتها كان يبلغ من العمر 12 عاماً فقط وهذه الفترة تركت أثراً عميقاً في حياته الفكرية والسياسية لاحقاً، تعلم منذ هذه الفترة أن الاعتماد على قوى الفلسطينيين أنفسهم وتسليح الشعب هو الأمر الأجدى بدلاً من الاعتماد على الدول العربية المجاورة أو المجتمع الدولي.
الشيخ أحمد ياسين عبّر عن هذا الفكر بقوله: “أزالت القوات العربية السلاح من أيدينا باعتبار أن القوات المسلحة هي الجهة الوحيدة المسؤولة عن الدفاع، وهذا أثّر بشكل كبير على مصيرنا. عندما هُزمنا، استغلت القوى الصهيونية هذا الوضع لارتكاب المجازر والمذابح لترويع الناس، لو كانت أسلحتنا بأيدينا، لتغيَّرت مسارات الأحداث”.
لم يسلم هذا الطفل الصغير من النكبة، حيث اضطر هو وعائلته للهجرة إلى قطاع غزة، مرَّت الأسرة بفترة صعبة تميزت بالفقر والجوع والحرمان، مثل معظم اللاجئين في تلك الحقبة الزمنية.