عبادة تعظيم دين الله
فإن الله تعالى لم يخلق الخلق ولم يرسل الرسل ولم ينزل الكتب إلا من أجل تحقيق أسمى الغايات ألا وهي عبادته سبحانه وتحكيم شرعه ، ولا يمكن أن تصل العبادة إلى أعلى كمالها إلا بتعظيم المعبود ؛ فقد ذكر المناوي في تعريف العبادة أنها فعل المكلف على خلاف هوى نفسه تعظيماً لربه . وقيل أي العبادة هي تعظيم الله وامتثال أوامره. فمن هذا التعريف تتضح أهمية تعظيم الله ، وأنها العبادة التي خلقنا الله لتحقيقها .
ولكي نتصور أخي الكريم حقيقة التعظيم فإن علينا أن نتفكر في هذا المثال : انظر إلى حال رفقاء الملوك والأمراء والرؤساء إلا من رحم الله تجد أحدهم لا يستطيع أن يرد لهذا الملك أو لهذا الرئيس أمراً ولا أن يرتكب نهياً حتى وإن كان هذا الأمر والنهي يضره في بدنه أو ماله أو أهله ، وعندما نسأله عن سر هذه الطاعة العمياء نجد أن تعظيمه لهذا الرئيس هو السبب الحقيقي لهذه الطاعة
عبادة تعظيم دين الله
وكان سعيد التنوخي إذا صلى لم تنقطع الدموع من خدَّيه على لحيته . وكان شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله إذا دخل في الصلاة ترتعد أعضاؤه … وهذا غيض من فيض من أخبار وأحوال أولئك المعظمين لله ، اللهم كما رزقتهم تعظيمك فارزقنا إياه يا سميع الدعاء .
بل إن من العجيب أن كفار قريش كان في قلوبهم شيءٌ من تعظيم الله ، وإليك بعض الشواهد على ذلك :
1 – قصة عتبة بن ربيعة حينما قرأ عليه الرسول صلى الله عليه وسلم فواتح سورة فصلت فلما بلغ قوله تعالى : {فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِّثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ } ( فصلت : 13 ) ،
كذلك وضع يده على فم رسول الله صلى الله عليه وسلم وناشده الله والرحم ليسكتن.