عاشوراء بين النجاة والابتلاء
نظرة شرعية
فكون يوم عاشوراء هو اليوم الذي نجَّى الله فيه موسى من فرعون: أمر ثابت بالسنة الصحيحة، وأما يوم استواء سفينة نوح ويوم خروجه منها، ويوم نجاة الخليل إبراهيم من النار، ويوم رفع عيسى إلى السماء، فلا يعرف من وجه صحيح، وبالتالي لا يمكن تحديده أصلا، فكيف يقال باستحباب صيام أيام لا يثبت تحديدها من وجه صحيح؟! هذا أولا.
وثانيا: قد روي في تحديد هذه الوقائع وغيرها مما يشابهها أنها وقعت في يوم عاشوراء أيضا، وبالتالي يزول أصل السؤال، ولكن هذا التحديد لا يصح مرفوعا عن النبي صلى الله عليه وسلم، ومن ذلك ما روي بإسناد تالف عن أبي هريرة مرفوعا: إن الله عز وجل افترض على بني إسرائيل صوم يوم في السنة يوم عاشوراء …
فصوموه؛ فإنه اليوم الذي تاب الله فيه على آدم، وهو اليوم الذي رفع الله فيه إدريس مكانا عليا، وهو اليوم الذي نجَّى فيه إبراهيم من النار، وهو اليوم الذي أخرج فيه نوحا من السفينة، وهو اليوم الذي أنزل الله فيه التوراة على موسى، وفيه فدى الله إسماعيل من الذبح، وهو اليوم الذي أخرج الله يوسف من السجن، وهو اليوم الذي رد الله على يعقوب بصره، وهو اليوم الذي كشف الله فيه عن أيوب البلاء، وهو اليوم الذي أخرج الله فيه يونس من بطن الحوت،
عاشوراء بين النجاة والابتلاء
وهو اليوم الذي فلق الله فيه البحر لبني إسرائيل، وهو اليوم الذي غفر الله لمحمد ذنبه ما تقدم وما تأخر، وفي هذا اليوم عبر موسى البحر، وفي هذا اليوم أنزل الله تعالى التوبة على قوم يونس … “.
وذكر فيه أشياء أخرى عجيبة!! أخرجه ابن الجوزي في الموضوعات، وقال: هذا حديث لا يشك عاقل في وضعه، ولقد أبدع من وضعه وكشف القناع ولم يستحي … …
ولو ناقشناه على شيء بعد شيء لطال، وما أظنه إلا دس في أحاديث الثقات، وكان مع الذي رواه نوع تغفل، ولا أحسب ذلك إلا في المتأخرين. اهـ.
كذلك وقال السيوطي.. أيضا في اللآلئ المصنوعة: موضوع.. كذلك ورجاله ثقات.. كما والظاهر أن بعض المتأخرين وضعه.. وركبه على هذا الإسناد. اهـ.
كما وذكر ذلك ابن عراق في تنزيه الشريعة.. ثم قال: قال الذهبي: أدخل على أبي طالب العشاري.. فحدث به بسلامة باطن.. أيضا وفي سنده أبو بكر النجار .. وقد عمى بأخرة.. كما وجوز الخطيب.. أيضا أن يكون أدخل عليه شيء.. فيحتمل أن يكون هذا مما أدخل عليه. اهـ.