عائلات المعتقلين بين الفقد والأعباء
يعاني مئات الآلاف من المصريين من نتائج الحملات الأمنية والاعتقال التعسفي والأحكام القضائية القاسية عبر محاكمات مسيسة طالت أكثر من 100 ألف مصري، منذ الانقلاب العسكري منتصف عام 2013.
والشهر الماضي، دخل معتقلون سياسيون في سجن “بدر3” سيء السمعة في إضراب، للمطالبة بفتح الزيارة لكثير من المعتقلين الممنوعين منها، والسماح للمعتقلين المقرر لهم زيارات لا تتعدى 5 دقائق من خلف حاجز زجاجي بلمس أطفالهم والسلام عليهم واحتضانهم.
وفي رسالة مؤثرة، من المعتقل المصري حسام أبو البخاري، إلى ابنته كامليا، بمناسبة عيد ميلادها الـ15، الذي حل الخميس، مطلع أيار/ مايو الجاري، كشفت عن أنه لم يعش معها إلا 3 سنوات فقط من عمرها حيث قضى نحو 12 عاما (2013- 2025) في محبسه على ذمة قضايا سياسية.
وكتب يقول: “حبيبتي كامليا، بنتي الغالية وروحي من جوة: كلما أتذكر يوم 1 مايو 2011، يوم خروجك لدنيانا بالسلامة، أتذكر إزاي كنت هطير من الفرحة بكِ”.
وأضاف: “الحقيقة يا كامي إن علاقتي بالكون تغيرت بعد ما شرفتيه بوجودك، العالم من حولي تبدَّل”، متابعا: “ونشأت علاقة فريدة من وقتها بين حضرتك وحضرتي.. وحسيت إن علاقاتي بكل من حولي سيكون لها وضع آخر”.
وفي ذات السياق، تداول صحفيون على نطاق واسع صورة لنقيب الصحفيين المصريين خالد البلشي، يحتضن الطفلة سيرين أحمد سبيع نجلة الصحفي المصري المعتقل، خلال إفطار نقابة الصحفيين رمضان الماضي.
عائلات المعتقلين بين الفقد والأعباء
حينها كتبت زوجة سبيع، إيمان محروس، عن معاناتها وأبنائها في زيارة زوجها الذي يقضي عامه العاشر ومؤخرا تم نقله لسجن بدر 3، ملمحة إلى منعها من الزيارة بحجة أن ابنها يرتدي شورت حتى الركبة، وأنها تواصلت مع نقيب الصحفيين لحل الأزمة، لافتة إلى أنه تم منعها وأولادها من زيارة زوجها من قبل أكتر من 3 سنوات.
وفي تدوينة ثانية لزوجة سبيع، كشفت عن معاناة ابنتها الصغرى “سيرين” من التشتت مع غياب والدها، وأن طفلتها طوال الوقت تحكي عنه لأقرانها.. ملمحة إلى أنها عند قراءة درس باللغة العربية رأت صورة لأسرة مكتملة بالأب.. فعبرت الصغيرة عن رغبتها في عائلة.. مثل تلك الصورة وأن يكون والدها معها.
كذلك وأوضحت أن “سيرين”.. كان عمرها عامين عند اعتقال زوجها .. الذي لا يصدق أنها كبرت.. ولا يصدق أحدث صورها .. كما ويؤكد أن صورتها .. التي لا تفارق ذاكرته.. وهي تمسك به عند لحظة القبض عليه.
وقالت إن زوجها .. أيضا طلب أكثر من مرة.. من إدارة السجن أن يحتضن “سيرين”.. ذلك ليشعر بها وتحس به.. لكن طلبه قوبل بالرفض.. موضحة أن معتقلي سجن بدر3 .. كذلك متمسكون بالاضراب .. لتحقيق مطلبهم بالسلام على ذويهم.
كما وتساءلت محروس.. ألا يكفي ما طال نفسية “سيرين”.. أيضا وأخواتها من تحطيم؟.. ألا يكفي أن أجمل سنوات عمرهم.. كذلك عاشوها محرومون من حضن أبيهم؟.