طفل منهك من الحروق والجوع
في خيمة بمخيم اليرموك وسط مدينة غزة، يعاني الطفل محمد معروف ذو 7 أعوام من ندوب الحرق الذي تعرض له إثر احتراق خيمة عائلته بالكامل في قصف صهيوني لمخيم للنازحين، فضلا عن معاناته مع المجاعة التي توحشت في القطاع وأنهكت أطفاله وكباره.
“النسيج الوحشي”
وقالت عايدة معروف، والدة الطفل محمد، إن طفلها أصيب بجروح بالغة بعد قصف صهيوني لمخيم للنازحين شمال القطاع، قبل نحو عام، لافتة إلى أن حروقه كانت شديدة ومن الدرجة الثالثة، وتسببت بندوب دائمة في جسده تعرف باسم “النسيج الوحشي”.
وأوضحت عايدة، للجزيرة مباشر، أن طفلها يعاني بسبب المضاعفات المرتبطة بالحروق التي أصيب بها، ولا يتوفر له أبسط أنواع العلاج التي تسكن آلامه.
وأضافت “يضطر طفلي أحيانا إلى حك مكان التشوهات بأدوات حادة وأحجار لتخفيف ألمه”.
وأشارت الأم بحسرة إلى أن المرض وسوء التغذية يجتمعان على جسد طفلها الهزيل، مؤكدة أنها لا تجد ما تطعم به الطفل الذي يعاني الجوع والمرض، في ظل النقص الحاد في الغذاء والعلاج.
وأعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، الأربعاء، أن 84 شاحنة مساعدات فقط دخلت قطاع غزة أمس الثلاثاء، وسط تفاقم الكارثة الإنسانية الناجمة عن التجويع الصهيوني الممنهج.
طفل منهك من الحروق والجوع
وقال في بيان “دخل إلى قطاع غزة، أمس الثلاثاء، فقط 84 شاحنة تعرّضت غالبيتها للنهب بفعل الفوضى الأمنية التي يزرعها الاحتلال الصهيوني ضمن سياسة ممنهجة لهندسة الفوضى والتجويع بهدف ضرب تماسك المجتمع وتفكيك صموده”.
وأشار إلى أن قطاع غزة “يحتاج يوميا إلى ما لا يقل عن 600 شاحنة إغاثة ووقود لتلبية الحد الأدنى من المتطلبات الصحية والغذائية والخدماتية، وسط انهيار شامل للبنية التحتية واستمرار حرب الإبادة الجماعية”.
استشهد 20 فلسطينيا على الأقل وأصيب العشرات، بانقلاب شاحنة كانت محملة بالمساعدات، فوق عشرات المجوّعين من طالبي الإغاثة قرب مخيم النصيرات وسط قطاع غزة المحاصَر.
وأوضح المتحدث باسم الدفاع المدني.. في غزة، محمود بصل.. أن الشاحنة انقلبت منتصف ليلة الأربعاء.. عندما كان مئات المواطنين .. من منتظري المساعدات متجمعين حولها.
أيضا وحمّل المكتب الإعلامي الحكومي.. -في بيان- .. قوات الاحتلال.. كذلك المسؤولية عن انقلاب الشاحنة.. وقال إنه أجبرها على الدخول.. عبر طرق غير آمنة.. حيث سبق أن تعرّضت للقصف .. كما ولم تؤهَّل للمرور.
وقال “رغم السماح المحدود.. أيضا بإدخال بعض الشاحنات.. فإن الاحتلال يتعمّد منع تأمين هذه الشاحنات.. كذلك ويمنع تسهيل وصولها لمستحقيها.. بل يجبر السائقين على سلك مسارات .. مكتظة بالمدنيين الجائعين.. الذين ينتظرون منذ أسابيع أبسط مقومات الحياة”.
كما وأشار البيان.. إلى أن ذلك يؤدي إلى.. “مهاجمة تلك الشاحنات وانتزاع محتوياتها.. ذلك في مشهد يصنعه الاحتلال .. عن سبق الإصرار.. أيضا تحت ما بات يعرف.. بهندسة التجويع والفوضى”.