صهاينة العرب
أشار حمدان إلى أن.. “مصر من أهم الدول العربية..، وليس أمام مصر من فرصة ذهبية لاستعادة كامل وزنها ..وزعامتها إلا بتحقيق نصر تاريخي مرة واحدة ..وإلى الأبد بتحريرها فلسطين كاملة،.. تماما مثلما فعلت مع الصليبيين والمغول ..في العصور الوسطى“.
كذلك ويمضي حمدان قائلا “وإلى أن يتحقق هذا فستظل مصر دولة مغلوبة مكسورة ..راكعة في حالة انعدام وزن سياسي تتذبذب بين الانحدار والانزلاق التاريخي،.. دولة كما يصفها البعض شاخت.. وأصبحت من مخلفات التاريخ تترنح وتنزاح بالتدرج ..خارج التاريخ. وذلك -نحن نثق- لن يكون”.
صهاينة العرب
ولعل كلا من الدكتور عصمت سيف الدولة ..وجمال حمدان من خلال ما طرحاه ..لم يكونا يحللان واقعا عربيا مريرا وقتها فحسب، بل كانا يستلهمان برؤيتهما الصادقة مستقبلا، ..ويرسمان لنا كأجيال عربية خارطة للإنقاذ.. تبين لنا خطورة ما نحن فيه،.. وسبل تحقيق النصر على الكيان .
كذلك ولا بد أن نشير هنا إلى أنه منذ توقيع اتفاقية.. “كامب ديفد” المشؤومة -..التي عزلت مصر عن محيطها الإقليمي..- بدأت الإقليمية البغيضة تشق طريقها في المنطقة،.. حيث رفع الرئيس المصري الراحل أنور السادات.. -مؤسس نظام كامب ديفد- شعار مصر أولا،.. وبات عدد لا بأس به من الدول العربية بعده يرفع هذا الشعار،.. والذي استهدف الوحدة العربية في الأساس.
ومن هنا، تفرقت جهود الأمة العربية،.. وضعف تأثيرها بعزل مصر عنها،.. وذلك في ظل تنامي مخططات خارجية استعمارية معادية ..للأمة تستهدف في الأساس تفجير الخلافات.. والحروب الأهلية داخل الأقطار العربية.
كذلك وكان الهدف من وراء تلك الفتن تمهيد الطريق.. من أجل تقسيم المقسَّم وتجزئة المجزأ،.. تلك المخططات تكاد تؤتي أُكلها الآن.
واستثمر الكيان الصهيوني.. حالة الوهن العربي والتشرذم، لكي يغرس الفكرة الصهيونية في العقل العربي..، وتصديرها للعرب والمسلمين، والذين اتجهت جماعات وحركات بينهم تخطط لإقامة دويلات على أسس دينية، متجاهلة كل ما يربط العرب من مقومات الوحدة والقوة إلى جانب الدين،.. وذلك على غرار الكيان والتي يجمع مستعمريها الدين فقط.
كذلك وهذا الأمر أعطى الفرصة للصهاينة لكي يعمقوا حالة الهوان والتشرذم العربي ومن الفتنة بين الإسلاميين والقوميين، ويعلنوا الحرب على الفكرة القومية العربية ويصفوها بالشريرة، مع العلم أنه لا تضاد بين القومية والإسلام بل يكملان بعضهما بعضا ولا يمكن فصلهما.
وعندما بدأت بعض الأحزاب والحركات والقوى السياسية الإسلامية ..تدرك هذا الخطر الصهيوني..، وتؤمن بالدولة المدنية الديمقراطية الحديثة ومرجعيتها الإسلامية..، وتتوحد مع أغلبية الحركات الوطنية في هذا المطلب،.. استشعر الصهاينة الخطر، وأعلنوا الحرب على تلك القوى الإسلامية. حدث ذلك في تركيا وتونس وغزة والسودان وإندونيسيا.