شياطين الإنس 2
لقدكانت أول آيات القرآن نزولاً إلى هذه الأرض فى شهر رمضان (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِى أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ) (البقرة: 185)،
وأنت جدُّ عليم بأن القرآن الكريم هو صقال النفوس وطب القلوب ودواء الأرواح، ولأمر ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدارس جبريل القرآن في رمضان.
وفي رمضان ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر، والتي تعمر فيها الأكوان بالملائكة المقربين وتشرف بالروح الأمين
ورمضان شهر معمور النهار بالصيام، ومعمور الليل بالقيام، وهو إذ كان شهر الخلوة فقد ميزه الله باستحباب الاعتكاف في المساجد،
كذلك والابتعاد عن ضوضاء الاختلاط وجلبة التقلب في شئون الدنيا استكمالا لخلوة الروح،
وحرصًا على العبادة من فيوضات الحق في هذا الشهر على القلوب الصادقة التوجه إليه القوية الصلة به.
شياطين الإنس 2
أيها الرجل الغافل، خير لك أن تعود إلى الطاعة، وأن تمتثل أمر الله؛ فإن أبيت إلا ما أنت فيه من عصيان، فاعلم أن الله غني عنك وعن صومك وعبادتك،
وسوف يحاسبك حسابًا عسيرًا؛ فكن أنت كيف شئت،
ولكن لا تستعجل غضبة الله عليك باستخفافك بشعور هؤلاء المستضعفين الصالحين من عباد الله،
واحذر أن تصيبك دعوة أحدهم؛ فرب أشعث أغبر ذى طمرين لو أقسم على الله لأبره.
ولقد كان عهدنا فيما مضى بليالي رمضان أنها ساعات معمورة بالقرآن الكريم، مأهولة بالعبادة، مشغولة بالأوراد،
أفضل التسلية فيها زيارة إخوان ومجلس قرآن، فإذا بنا نرى هذه الليالي الفاضلة تتضاعف فيها المعاصي،
كذلك وتتكاثر فيها الآثام، وتصبح أوقاتها مشغولة بالمنكرات بعد أن كانت مأهولة بالطاعات