شهداء الرداء الأبيض
شهداء الرداء الأبيض.. أطباء غزة أهداف لنيران الاحتلال
لم تتسبب الحرب الصهيونية على قطاع غزة في تدمير مباني المستشفيات والمرافق الصحية وأجهزتها فحسب، بل استهدفت أيضاً أطباء غزة وطواقهما الطبية، حيث استشهد أكثر من 500 من العاملين في مجال الرعاية الصحية منذ أكتوبر/ تشرين الأول الماضي،
ذلك وفق الأمم المتحدة، وإلى جانب الخسائر في العديد من الأطباء المتخصصين، فإن استشهادهم يحرم المنظومة الطبية في غزة مهاراتهم، التي باتت مطلباً حاسماً، ومن بين هؤلاء الطبيب حسن حمدان.
يعَدّ الطبيب حسن حمدان أحد جراحي التجميل القلائل في غزة، الذي استشهد في وقت سابق من يوليو/تموز الجاري في غارة جوية إسرائيلية، برفقة زوجته وابنه وابنتيه وزوجة ابنه وصهره وستة أحفاد وشخص آخر، بينما كانت أسرته تلجأ إلى منطقة أعلنها جيش الاحتلال “آمنة”.
تخصص حمدان في إعادة التئام الجروح، كانت مهاراته مطلوبة بشدة عندما أدى العدوان الصهيوني على غزة إلى اكتظاظ المستشفيات بضحايا الانفجارات والشظايا، لذلك عاد الطبيب البالغ من العمر 65 عاماً من التقاعد، لتقديم يد العون.
أسّس حمدان قسم الحروق وجراحات التجميل في مجمع ناصر الطبي في خانيونس عام 2002، بعد أن خدم في أول وحدة من نوعها في المنطقة، في مستشفى الشفاء. وترأس القسم في مستشفى ناصر حتى عام 2019، عام تقاعده.
شهداء الرداء الأبيض
وعندما شنّ الاحتلال الصهيوني عدوانه على مدينة خانيونس، مسقط رأس حمدان.. ذلك في ديسمبر/ كانون الأول، عاد متطوعاً في مستشفى ناصر.. ثاني أكبر مستشفى في غزة، كما قال ابنه أسامة حمدان، جراح العظام.
أيضا وبعد فترة وجيزة، حاصرت القوات الصهيونية مستشفى ناصر، واقتحمته، وأجبرته على الإخلاء.. فنزح حمدان ضمن النازحين، ولجأ إلى منزل إحدى بناته في دير البلح شمالاً.. بينما احتلت قوات الاحتلال مستشفى ناصر لأسابيع، ملحقة به أضراراً جسيمة. وبعد انسحابها أعيد تأهيل المنشأة.. ومنتصف يونيو/حزيران، عاد حمدان إلى منزله، وناقش العودة إلى العمل مع مسؤولي المستشف
كذلك وفي 2 يوليو/ تموز الجاري، أمر الاحتلال بإخلاء خانيونس مرة أخرى.. ونزح حمدان وعائلته مجدداً، عائدين إلى منزل ابنته في دير البلح.. وبعد ساعات فقط من وصولهم، ضربت غارة جوية صهيونية المبنى في 3 يوليو/ تموز.. أيضا في “استهداف مباشر بصاروخين لشقة أختي”.. ذلك بحسب أسامة حمدان، مضيفاً أن لا أحد في أسرته ينتمي إلى جماعة مسلحة.