مَضَى رَجَبٌ وَمَا أَحْسَنْتَ فِيهِ وَهَذَا شَهْرُ شَعْبَانَ المُبَارَكْ
فَيَا مَنْ ضَيَّعَ الأَوْقَاتَ جَهْلاً بِحُرْمَتِهَا أَفِقْ وَاحْذَرْ بَوَارَكْ
فَسَوْفَ تُفَارِقُ اللَّذَّاتِ قَسْرًا وَيُخْلِي المَوْتُ كُرْهًا مِنْكَ دَارَكْ
تَدَارَكْ مَا اسْتَطَعْتَ مِنَ الخَطَايَا بِتَوْبَةِ مُخْلِصٍ وَاجْعَلْ مَدَارَكْ
عَلَى طَلَبِ السَّلاَمَةِ مِنْ جَحِيمٍ فَخَيْرُ ذَوِي الجَرَائِمِ مَنْ تَدَارَك
شهر شعبان هو ذلك الشهر الذي يسبق أكثر شهر ننتظره في السنة ، ودائما ما ينسى فضل العظيم إذا وجد أعظم منه ، ولكن شهر شعبان وان كان يسبق أعظم شهور السنة الهجرية ، إلا أننا نتذكره دائما بأحداثه المهمة سواء على المستوى الديني أو التاريخي .
لماذا سمي شهر شعبان بهذا الاسم ؟
سمي هذا الشهر بشعبان لتشعب القبائل العربية وافتراقها للحرب بعد قعودها عنها في شهر رجب، حيث كانت محرمة عليهم، وشهد هذا الشهر العديد من الأحداث الدينية وغيرها .
و شعبان هو الشهر الثامن من السنة القمرية السابق لرمضان . وله مكانة عظيمة في الإسلام، حيث ترفع فيه الأعمال لله عز وجل، وكان النبي صلى الله علية وسلم يصوم أكثر شهر شعبان، لقول عائشة كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم حتى نقول لا يفطر ويفطر حتى نقول لا يصوم، فما رأيت رسول الله استكمل صيام شهر إلا رمضان وما رأيته أكثر صياما منه في شعبان.
ما الإحداث التي حدثت في شعبان ؟
من أهم أحداث شعبان في حياة الرسول هي تحول القبلة في شهر شعبان من بيت المقدس إلى الكعبة بعد 16 شهرا ، كما تم فرض صوم رمضان سنة 2هـ .
وحدثت في شعبان غزوة بني المُصطلق أو غزوة المريسيع في شعبان سنة 5 أو 6هـ وهذه الغزوة وإن لم تكن طويلة، إلا أنها وقعـت فيـها وقـائع أحدثت البلبلـة والاضطـراب ، وتمخضت عن افتضاح المنافقين، وسببها: أنه بلغ رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أن زعيم بني المصطلق الحارث بن أبي ضِرَار سار في قومه ومن قدر عليه من العرب يريدون حرب رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، فبعث بُرَيْدَة بن الحصيب الأسلمي لتحقيق الخبر فأتاهم، ولقي الحارث بن أبي ضرار وكلمه، ورجع إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فأخبره الخبر.
وبعد أن تأكد لدي رسول الله صلى الله عليه وسلم صحة الخبر أسرع في الخروج، وكان خروجه لليلتين خلتا من شعبان، وخرج معه جماعة من المنافقين لم يخرجوا في غزاة قبلها، وولى على المدينة زيد بن حارثة، وقيل: أبا ذر، وكان الحارث بن أبي ضرار قد وجه عينا ليأتيه بخبر الجيش الإسلامي، فألقي المسلمون عليه القبض وقتلوه.
ولما بلغ الحارث بن أبي ضرار ومن معه مسير رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وقتله عينه، خافوا خوفا شديدا وتفرق عنهم من كان معهم من العرب، وانتهى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلى المريسِيع للقتال، وصف رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أصحابه، وراية المهاجرين مع أبي بكر الصديق، وراية الأنصار مع سعد بن عبادة، فتراموا بالنبل ساعة، ثم أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فحملوا حملة رجل واحد، فكانت النصرة وانهزم المشركون، وقتل من قتل، وسبى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) النساء والذراري ، ولم يقتل من المسلمين إلا رجل واحد، قتله رجل من الأنصار ظنا منه أنه من العدو.
دور المنافقين في غزوة بني المصطلق :
ولما كانت غزوة بني المصطلق وخرج فيها المنافقون مثلوا قوله تعالى:(لَوْ خَرَجُواْ فِيكُم مَّا زَادُوكُمْ إِلاَّ خَبَالاً ولأَوْضَعُواْ خِلاَلَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ) (التوبة ـ 47)، فقد وجدوا متنفسين للتنفس بالشر، فأثاروا الارتباك الشديد في صفوف المسلمين، والدعاية الشنيعة ضد النبي صلى الله عليه وسلم.
هذه بعض الأحداث التي حدثت في شهر شعبان أيام رسول الله صل الله عليه وسلم وقد حدث غيرها أحداث أخرى سواء أيام رسول الله أو بعدها سنتكلم عنها تباعا
فكونوا معنا .