شاهدة عيان علي مذبحة رابعة
أسماء شكر _صحفية
بالنسبة لنا فإن رابعة كانت نقطة فرز أو محطة تمييز بين الكائنات البشرية وكائنات أخرى ليست بشرية وإن بدت هكذا للعيان . بدا لي اليوم أن نقطة الفرز حدثت بعد أن تبين للجميع حجم الجرم وكارثية الحدث وتفرده ورغم ذلك أصر البعض على موقفه بينما والحق يقال رأى غير واحد أن ما جرى لا يمكن لصدر بشر أن يتحمله أكثر من ذلك، فمنهم من عاد وارتفع إلى مستوى الإنسانية وأنكر ما جرى بعد شهر أو اثنين وآخرون احتاجوا إلى سنوات
ذلك لكي يعترفوا بالجريمة وإن تيقنوا قبل ذلك ولكن لحسابات ما اعترفوا اليوم، ولا ضير
في ذكراها العاشرة .. كيف نفهم ما جرى في مذبحة رابعة؟
قصة مسجد الإيمان الذي تحول مشرحة لضحايا رابعة!
وصل عدد الجثث التي تم نقلها لمسجد الإيمان أكثر من 400 جثة!
شاهدة عيان علي مذبحة رابعة
وقعت العديد من الأحداث التي أدت إلى انقسام الشعب بين مؤيد للثورة وللشرعية وللرئيس المنتخب،
وبين أذناب الدولة العميقة التي قادت ثورة مضادة للديموقراطية
ودعت أنصارها إلى التظاهر ميدان التحرير في الثلاثين من يونيو من عام 2013 للمطالبة بتنحي الرئيس المنتخب
أيضا وبانتخابات رئاسية مبكرة. وكرد فعل من جانبهم، تجمع أنصار الشرعية في ميداني النهضة ورابعة العدوية
واعتصموا بهما لدعم الشرعية والرئيس المنتخب ضد تلك المظاهرات المنتظرة المناهضة له.
كذلك وقد مثلت تلك الأحداث – المدبرة سلفاً – غطاءً مزيفاً للانقلاب العسكري في الثالث من يوليو من عام 2013.
هذا الانقلاب الذي لم يكن فقط على أول رئيس مدني منتخب، بل على التجربة الديموقراطية الوليدة بأسرها.
وتزامن مع ذلك احتجاز الرئيس في مكان غير معلوم،
الأمر الذي زاد من تدفق مناصري الشرعية واستمرار الاعتصام في ميداني رابعة والنهضة حتى تم فضهما بالقوة فيما عرف ب “مذبحة رابعة”.
كما أن تلك المذبحة التي وصفت بكونها أبشع حوادث القتل الجماعي خارج نطاق القانون في تاريخ مصر الحديث، بل وبكونها جريمة ضد الإنسانية