مولد النبي نور على نور
ولد سيد الخلق وخاتم الأنبياء والمرسلين في يوم الثاني عشر من شهر ربيع الأول من عام الفيل، حيث أضاء بحسنه مكة المكرمة التي ولد فيها، فكان بشرى لأمه آمنة بنت وهب،
أيضا وخير خلف لأبيه الهاشمي المتوفى عبد الله بن عبد المطلب ومصدر فخر وسرور لجدّه عبد المطّلب الذي تبناه بعد وفاة أمه،
ثم ولى أمره لعمه أبي طالب من بعده.
فاض الشوق إليك فماذا نقدم في ميلادك؟
في يوم مولد النبي العظيم يقدم المسلمون له صلواتهم وحبهم ودعاءهم بأن ينالوا شفاعته يوم القيامة، وأن ينالوا شرف رؤية وجهه الكريم، فالنبي الأعظم يرتوي من يرى وجهه بالخير والإيمان والطمأنينة، ويشعر القلب بالخير يملأ جنباته لمجرد أن يتذكره، لهذا فإنّ اتباع سيرته وسنته هي أعظم ما يمكن أن يقدمه المسلمون في يوم ميلاده العظيم الملهم لهم جميعًا. كما تعقد حلقات الذكر في المساجد، فيما تعلو بعض الترنيمات بالمدائح النبوّية العذبة،
وتنصب الخيام التي تعج بأصناف الحلويات والسكاكر، ويرى الخلق متزاورين حاملين أصنافًا شتى منها كلٌ وفقًا لعاداته وتقاليده المتعارف عليها،
فهذا (المشبّك) ببهجة ألوانه وحلاوة طعمه يبهج الناظر ويسر الآكِل.
مولد النبي نور على نور
في هذا اليوم العظيم يستحسن الذكر، والإكثار من الصلاة على الشفيع لنيل شفاعته يوم الدين، كما يجب أن تستغل هذه الذكرى بكل ما هو مفيد من عمل الخير على اختلافه، فتقدم الصدقات وتستذكر الأحاديث النبوية الشريفة والسنن،
أيضا ويجمع الأطفال على فيضٍ من المواقف النبويّة السمحة ليتعرفوا على نبيِّهم وهادي أمتهم أكثر،
كذلك ويتلمسون حلاوة أخلاقه بقلوبهم؛ ليقتدوا به.
مولد النبي فرصة لاستذكار سيرته العطرة
ميلادك يا نبي الله ليس يومًا عاديًا ولن يكون، إذ تكمن أهميته بأنّه يومٌ لميلاد أمة وهي أمة الإسلام التي فضلها الله تعالى على كلّ الأمم،
أيضا وجعل شعارها التوحيد وشهادة أنّ لا إله إلا الله، وأنّ محمدًا رسول الله،
ويا له من نورٍ وشرف عظيم ينتمي فيه المسلم إلى أعظم نبي.
في يوم ميلادك نستذكر سيرتك العطرة وأخلاقك الحسنة، فأنت قدوتنا في الصدق والأمانة والإحسان والصبر والشجاعة والرحمة،
كذلك فصبرك على أذى قريش، وإحسانك لجارك اليهودي الذي كان يؤذيك،
أيضا وعطفك ورحمتك بالأطفال والمسلمين، وغيرها من المواقف دليل على أنك خير الناس لحمل رسالة سماوية عظيمة،
صدق الشاعر أحمد شوقي عندما قال
ولد الـهُـدى فَـالكائِناتُ ضِياءُ
وَفَـمُ الـزَمـانِ تَبـسـم وَثَناءُ
الـروحُ وَالـمَـلَأُ الـمَلائِكُ حَولَهُ
لِـلـديـنِ وَالـدُنـيـا بِهِ بشراء