سنة الأضحية وغزة الصامدة
العشر الأوائل.. بين سنة الأضحية وغزة الصامدة
لا يخفى على أحد على وجه البسيطة ما يعانيه أهل غزّة، منذ مايقارب العشرين شهرا، ولا تزال المعاناة مستمرة، ليست على مستوى الإبادة التي يتعرض لها أهل غزة، بل على مستوى إغاثتهم كذلك، بعد أن أغلق عليهم عدوهم كل مدخل، برًا وبحرًا وجوًا، وأحيط بهم، ولا مغيث لهم إلا الله، ثم إخوانهم من دينهم، وبني جلدتهم، وبني إنسانيّتهم كذلك.
وهناك مواسم لفعل الخيرات يبتغي بها المسلم رضا ربه، منها: الأيام العشر، التي نحياها ويحييها المسلمون بالطّاعة، رغبةً فيما عند الله من أجر، فمن قدر منهم على الحج، ذهب وعاد راغبًا بأن يكون حجه مبرورًا، وذنبه مغفورًا، كيوم ولدته أمه، كما قال النبي – صلى الله عليه وسلم -، ومن لم يحج، عوّضه الشرع بإحياء أيام وليالي العشر من ذي الحجة.
ومن أجلّ ما يتقرّب به المسلمون في هذه الأيام: الأضحية، ويبدأ المسلمون بالتجهز لها، من حيث المال، وإعداد ما يضحَّى به. والأضحية سنة عند جمهور العلماء، عدا المذهب الحنفي الذي يوجبها، ومن قالوا بالوجوب أو السنية، جعلوا ذلك للقادر عليها.
سنة الأضحية وغزة الصامدة
ولذا في مثل هذا الحال الذي يعلمه الجميع، فإن الحاجة والضرورة تقتضيان ذهاب هذه الأضاحي إلى أهل غزة، حيث إن الفقهاء أجازوا نقل الأضحية إلى بلد غير بلد المضحي.
وإذا كان الهدي الذي يذبحه الحاج، أجاز الفقهاء نقله بعد ذبحه إلى بلدان أخرى، وهو ما يتم منذ سنوات طويلة، لينتفع به فقراء المسلمين في كل مكان، فإن الحالة الآن تقتضي أن تذهب هذه الأضاحي، إلى أشد الناس حاجة إليها، وهم أهل غزة.
كذلك وإذا كان الحديث النبوي.. في فضل العشر والأضحية.. أيضا هو قول رسول الله – صلى الله عليه وسلم- .. : “ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله – عز وجل – .. من هذه الأيام – يعني أيام العشر –.. قالوا: يا رسول الله، ولا الجهاد في سبيل الله؟.. قال: ” ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله.. ثم لم يرجع من ذلك بشيء”.. فإنه يتحقق الحديث في أهل غزة.. أيضا فكلهم خرجوا بأنفسهم ومالهم .. ولم يرجعوا – حتى الآن – بشيء منه .. فهنا يجمع من يرسل بأضحيته لأهل غزة.. كذلك بالخيرَين معًا.. خير الأضحية،.. وخير إعانة من خرج بماله ونفسه فلم يرجع بشيء.