رابعة في ضوء الشريعة الإسلامية
أحداث رابعة.. دروس وعبر في ضوء الشريعة الإسلامية
في 14 أغسطس، 2013 قامت قوات الشرطة والجيش بالتحرك لفض اعتصامي المعارضين لعزل الرئيس محمد مرسي في ميدان رابعة العدوية وميدان النهضة، وجرى فض اعتصام ميدان النهضة في ساعة مبكرة من الصباح، ولكن قوات الأمن المصرية لم تتمكن من فض اعتصام رابعة العدوية قبل الساعة السادسة مساءً بتوقيت مصر، أوقعت هذه الأحداث أكثر من 817 قتيل ونحو 4000 مصاب من المعتصمين حسب منظمة هيومن رايتس ووتش. تذرعت قوات الأمن المصرية بحجة أن استخدام القوة القاتلة مع المعتصمين قد جاء بعد أن أسقط المعتصمين قتلي في صفوف الشرطة والجيش.
في حين اتهم المعتصمون قوات الأمن بدس عناصر سرية منهم في وسط المتظاهرين وإطلاقهم الرصاص على بعض أفراد الأمن لافتعال معركة يمكن على إثرها سحق المعتصمين السلميين. وقعت أعمال عنف على إثر عملية فض اعتصام رابعة في العديد من المحافظات المصرية، كان أهمها قيام بعض من أطلق عليهم الإعلام المعارض للرئيس «مؤيدي محمد مرسي» بحرق 21 قسم شرطة و4 كنائس وهي اتهامات لم يقدم عليها دليل لجهات التحقيق. وأعلنت الرئاسة حالة الطوارئ لمدة شهر وحظر التجول في عدة محافظات مصرية ابتداء من الساعة التاسعة مساء وحتى الساعة السادسة صباحاً.
رابعة في ضوء الشريعة الإسلامية
السلطة أحدثت شرخاً في المجتمع
وقال أحد السياسيين المصريين البارزين إن “أخطر ما فعلته السلطات بعد الثلاثين من يونيو، في هذا الوطن، هو إحداث شرخ عميق في نسيج المجتمع المصري، إذ قسمت الوطن إلى نصفين، يكره كل منهما الآخر”، مصيفاً أن “ذلك وضع لا يمكن إصلاحه بسهولة”.
وأوضح المعارض المصري، الذي تحفّظ على ذكر اسمه، أن “الجريمة السياسية المتمثلة في الانقلاب على الرئيس المنتخب محمد مرسي، والاستيلاء على الحكم، وما تبع ذلك من كوارث سياسية واقتصادية حلت بالبلاد، أمر يمكن معالجته بعد ذلك بنظام ديمقراطي يدين بالولاء للشعب”.
وقال: “لكن جريمة تقسيم المجتمع بهذا الشكل الخطير.. أيضا وتأليب المواطنين ضد بعضهم بعضا.. كذلك والشحن الذي مارسته وسائل الإعلام .. لفئة من الشعب.. ضد فئة أخرى من المعارضين.. من الصعب جداً معالجة آثارها في المستقبل”.
تكريس فلسفة الإفلات من العقاب
كما وقال الحقوقي.. الذي فضّل عدم ذكر اسمه.. إن “عدم تطبيق العدالة الانتقالية، كرّس فلسفة الإفلات من العقاب.. طالما أن المجرم في يده السلطة.. كذلك والقوة المطلقة.. كما رسّخ ثقافة العنف .. داخل المجتمع.. أيضا والموافقة على إعدام الآخر.. وتطهير المجتمع منه.. طالما أنه مختلف مع السياق العام”.